شدني وأذهلني وللوهلة الأولى وأنا أدلف لعاصمتنا الحبيبة «رياض العرب» تلك المشاريع الجبارة التي وضح من خلالها مدى الجهود الكبيرة والصعاب التي ذللت لتطويع المستحيل لخدمة إنسان هذا البلد من قبل باني عهدنا الحديث والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ولعل ما يتبادر إلى الأذهان هو السعي الحثيث من قيادتنا رعاها الله لتأمين وتعزيز مستقبل أجيالنا القادمة كيف لا وحسب المسؤولين والقائمين على دراسات مشاريع كهذه أن تلك المشاريع الهائلة تؤمن بعد توفيق الله مستقبلا آمنا للأجيال القادمة ولمدة تتجاوز الخمسين عاماً قادمة فهل بعد هذا الاهتمام من ولاة أمرنا اهتمام ربما يتجاوز في حدوده منطق المعقول ولعلي هنا أستشهد بتلك الناطحات التي شيدت وتشيد في قلب العاصمة تحديداً مركزها المالي ممثلاً بمركز الملك عبدالله المالي تلك المدينة الهائمة لوحدها في بحر المال والأعمال والتي تقارع وتتفوق بذلك على «مانهاتن نيويورك» الحي المالي الشهير وليكن دليلا واضحا على تسخير كافة الإمكانات والجهود وتسخير المادة وتطويعها لتأمين بنية تحتية جديرة بالاحترام والتقدير، كما لا يخفى على الجميع ذلك المنبر الأكاديمي العريق المتمثل بجامعة نورة بنت عبدالرحمن والتي تتوسد هي الأخرى الجزء الشرقي من عاصمتنا الحبيبة عبر بوابة مطارها الدولي ولكي تكون شاهدةً على عظمة التاريخ ومنجزاته ولتكون صورةً أخرى من صور العهد الزاهر كما أن ذلك العدد الهائل من الجامعات والمعاقل الأكاديمية والتي اعتمدت وشيدت في كافة مناطق ومحافظات مملكتنا الغالية لهو دليل واضح على تفاني قيادتنا رعاها الله لبذل الغالي من أجل المواطن أينما كان وحيثما وجد.
فهاهي عجلة التنمية تدق لها مع النجاح عنواناً آخر وليس أخيراً عبر توقيع عقد مشروع قطار الحرمين مؤخراً والذي كلف خزينة الدولة أكثر من الثلاثين ملياراً امتدت معها يد الخير لتخدم الأمة الإسلامية جمعاء ناهيك عن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الهائل الضخامة والذي تتلاقى من خلاله مشاهد الحياة براً وجواً عبر محطة قطار الحرمين التي تعانق أزيز الطائرات في منظر بانورامي مثير ربما يكون معجزة للتاريخ.
من هنا أجزم بأن تلك المشاريع هي التي سترسم وتحدد ملامح المستقبل المشرق لنا وللأجيال القادمة في ظل الدعم والتوجيه والرعاية من قبل والد الجميع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين رعاهما الله.
معها لا نقول سوى:
رعاك الله يا خادم البيتين وأمد في عمرك.