|
الجزيرة - المحليات :
أكد السفير الألماني/ ديتغ هلغ لدى المملكة أن بلاده تتطلع إلى معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور والذي سيفتتح في برلين قريبا في أحد أهم المتاحف في العاصمة الألمانية، وقال: نحن ممتنون للأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين بإقامة هذا المعرض في ألمانيا وهو ما يؤكد تطور العلاقات بين البلدين ويعكس جزءاً مهماً جداً من الثقافة السعودية فقط، بل يعكس كذلك تاريخ الثقافة والتراث في الجزيرة العربية كلها.
وأوضح السفير الألماني أن شعب بلاده لديه رغبة قوية لمعرفة المزيد عن التراث والثقافة في الجزيرة العربية، ونقدر الجهود العظيمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية لرعاية وتشجيع وتوسيع الحوار بين الحضارات وتابعنا باهتمام تأسيس المملكة لمركز حوار الثقافات في فيينا العاصمة النمساوية، الحكومة السعودية والألمانية تسعيان إلى تشجيع الحوار بين الثقافات في مجالات متعددة. وقد سعدنا بزيارة مجموعة من الشباب السعودي ولأول مرة لألمانيا مؤخراً، وقد بدأنا برنامجا شبابيا لتبادل الزيارة بين شباب البلدين، كما قام مجموعة من الشباب الألماني بزيارة السعودية في أكتوبر من العام المنصرم.
وتوقع السفير الألماني أن يثير معرض روائع آثار المملكة مزيداً من الاهتمام والرغبة لدى الشعب الألماني كما سيعكس جوانب مهمة للواقع الثقافي السعودي، من خلال ليس فقط المعرض الذي سيقام بل سيكون هناك فعاليات مصاحبة من مؤتمرات علمية واقتصادية كما سيساهم ذلك في توسيع فهم الشعب الألماني لحقيقة المملكة العربية السعودية.
كما تحدث السفير الألماني في حواره الذي أجرته القناة الثانية معه عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وتأثيره في تطوير الاقتصاد السعودي، وقال: إن هذا يأتي في سعي حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنويع مصادر الاقتصاد وتطوير مجالات وقطاعات مختلفة ومثال ذلك إنتاج الطاقة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأتصور أن مثل هذا البرنامج يعد إحدى الآليات التي ستجعل السعودية تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وبخاصة أن العالم أصبح أكثر ترابطا من ذي قبل وهناك علاقة قوية بين الانخراط في الاقتصاد العالمي والنمو.
وحول الأنشطة الثقافية الألمانية في المملكة، تحدث السفير عن مشاركة ألمانيا في الأيام الثقافية للاتحاد الأوروبي والتي أقيمت في المملكة مؤخرا كما تقوم بتنظيم بعض الفعاليات الثقافية في مقر السفارة في الرياض، وحول برامج الابتعاث قال السفير: أتصور انه من المهم تشجيع وتحسين التبادل الأكاديمي بين الجامعات السعودية والألمانية وهناك تعاون ثنائي أكاديمي ونتطلع إلى رؤية أعداد كبيرة من الطلاب السعوديين للدراسة في ألمانيا وبعض الجامعات الألمانية تقوم بالتدريس باللغة الإنجليزية ونحن الآن بصدد تأسيس مراكز لتعليم اللغة الألمانية في الرياض وجدة نظرا لزيادة رغبة السعوديين في تعلم اللغة الألمانية سواء من السياح أو رجال الأعمال ونقوم في السفارة بتدريس اللغة الألمانية من خلال برنامج يعلم اللغة لكن لا نستطيع استيعاب جميع المتقدمين.
وحول التأشيرات إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أجاب السفير أن هناك تحسناً كبيراً في هذا المجال حيث تم اختصار المدة للحصول على الفيزا إلى ثلاثة أيام خلال 72 ساعة وقد تمتد إلى خمسة أيام واعتبر ذلك خطوة كبيرة، وقال: إن الحكومة الألمانية ترحب بالمواطنين السعوديين ونرغب بزيارتكم ولهذا السبب قمنا بتسهيل إجراءات ومدة التأشيرات وقد رأينا خلال الأشهر الماضية زيادة في عدد طلبات السعوديين لزيارة ألمانيا ومنطقة دول الشنجن.
وأشاد السفير الألماني بالعلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين وقال: إن المملكة تعد الشريك الأول بالنسبة لنا في العالم العربي، واقتصاديا هناك تبادل تجاري يبلغ 6.5 بليون يورو ونتطلع إلى زيادة العلاقات أكثر وهناك رغبة لدى الشباب الألماني والشباب السعودي في الدراسة في السعودية وألمانيا، وتحدث عن أهمية وجود المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية كأعضاء في مجموعة العشرين ودورهما في الحفاظ على الاستقرار المالي الدولي ونقدر الدور الذي تلعبه المملكة وخاصة دورها في منظمة الأوبك والدور المسؤول الذي تلعبه المملكة نحترمه.
والاقتصاد السعودي يعيش طفرة وينمو كما هو الحال بالنسبة للاقتصاد الألماني، وأتصور أن بلدينا لديهما الرغبة في الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة لمصلحة اقتصاد البلدين والاقتصاد العالمي.