في عدد (الجزيرة) 14354 تاريخ 22 من شهر صفر 1433هـ قرأت المقال الذي كتبه الدكتور السويدان بعنوان (وجوب نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك)، لقد أجاد وأفاد فيما ذكره في مقاله هذا الذي يدعو فيه إلى ترشيد ونشر ثقافة الاستهلاك في جميع ما يتعلَّق بحياتنا، ومن ذلك سلوكياتنا الاجتماعية مثل اقتناء بعض الشباب والشابات أكثر من جوال واحد وبأرقام مختلفة وهذا مشهد غدا للوجاهة الفارغة ولأن آفة المظهرية تملّكتنا وتهدر أموالنا. وقال هناك سلوكيات عجيبة وغريبة تحدث بيننا ويتواطأ المجتمع على تغذيتها يومياً كالرقم المميز والشماغ المميز والملابس الداخلية المميزة. ويشر إلى أن هناك من الهواة من يتسابقون في اقتناء العملات الأثرية وطوابع البريد والأقلام الفخمة، كما أشار إلى الإسراف والمغالاة في أسعار الإبل إلى آخر ما ذكر.
وتعقيبي على الأحايث المنسوبة لنبينا عليه الصلاة والسلام التي استشهد بها دليل على ما ذكر الحديث الذي روي عن عبد الله بن عمر «أن الرسول الكريم مرَّ بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف فقال أفي الوضوء إسراف قال نعم وإن كنت على نهر جار» رواه ابن ماجه. هذا قال عنه الشيخ الألباني في كتابه إرواء الغليل إسناده ضعيف لكونه جاء عن طريق ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ وكذلك جزم الحافظ في التلخيص بضعف إسناده وكذلك البوصيري في الزوائد.
والحديث الثاني الذي استشهد به قوله صلى الله عليه وسلم «الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة والتودد إلى الناس نصف العقل وحسن السؤال نصف العلم» رواه البيهقي والديلمي. قال عنه الشيخ الألباني في الجزء الأول من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إنه حديث ضعيف عزاه السيوطي في الجامع للطبراني في مكارم الأخلاق والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وسكت عليه الشارح المناوي وهو ضعيف، وقال ابن أبي حاتم في العلل 2 / 284 سألت أبي عن حديث رواه عن هشام بن عمار عن المخيس بن تميم قال أبي هذا حديث باطل يقصد هذا الحديث ومخيس وحنص مجهولان ويشير الألباني إلى قول الذهبي في ترجمة مخيس قال: روى عنه هشام بن عمار خبراً منكراً ثم ساق الحديث.
أما الحديث الثالث فمنسوب لرسولنا الكريم وهو «كلوا واشربوا وتصدّقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة» رواه ابن ماجه. وقال الألباني في هذا الحديث في تحقيقه كتاب مشكاة المصابيح الجزء الثاني إسناده حسن.
وأضيف إلى تعقيبي على هذه الأحاديث أن يتأكد صاحب المقال من صحة الأحاديث التي يستشهد بها ولدينا من الأحاديث الصحيحة ما يغنينا عنها.. هذا ما أردت بيانه والله ولي التوفيق.
- محمد فهد العتيق