-1 يصف السلفيون السلفية بأنها ليست تنظيماً حزبياً ولا جماعة ذات عقد وبيعة.. بل هي طريقة تقوم على التمسك بالأصول والقواعد والمناهج الموروثة عن القرون المفضّلة من السلف الصالح بهدف تصحيح العقيدة وتنقية اعتقادات المسلم وممارساته من البدع جميعها الموروثة منها والمستحدثة.. ويصفها غير السلفيين بأنها الاسم المرادف للأصولية.. وهي صفة موجودة في كل فرقة أو جماعة إسلامية أو غير إسلامية.. كما أن السلفي المقصود لدى كل جماعة مذهبية هم السلف الصالح من مذهبهم.. فنأت السنة بنفسها عن الشيعة والمعتزلة والخوارج وكذلك فعل الشيعة وفعلها المعتزلة وفعلها الخوارج كل تجاه البقية.. فكل له سلفه الصالح الذي يقصده في تأويله للنصوص والأفعال.
-2 مصطلح مذهب السلف والسلفية ظهر حديثاً.. فلم يذكر من بين المذاهب الإسلامية اسم المذهب السلفي.. وكلمة السلف وردت في القرآن بمعنى (ما مضى).. ولم يرد في التاريخ أي وصف لهم بأنهم فئة أو مذهب أو جماعة مستقلة لها أصول أو تأويلات تخالف أو تتفق مع أي من المذاهب الإسلامية المعروفة.
-3 المنهج المتفق عليه عند السلفية السنية هو التعظيم التام لنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية وإخضاع كل أمور الحياة من فعل أو قول أو فكر لميزانهما.. كذلك التمسك بالآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين في القرون الثلاثة المفضَّلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور.. والبعد عن المحدثات في الدين.. والصدع بالإنكار على المخالفين بشدة.. لهذا فإن موقفهم تصادمي مع المذاهب التي تعتمد الرأي والقياس فالنقل مقدّم على العقل.. ولهم ملاحظات متشددة على مدرسة الرأي والقياس التي ينادي بها الأشاعرة والمعتزلة والأحناف.
-4 السلفية تدعو إلى إخراج الناس من ضيق المذهب إلى سعة الدليل الشرعي.. ومحاربة الانغلاق المذهبي.. ومواجهة الاجتهاد الفوضوي الذي يلبس لباس التجديد.. إلا أنه يؤخذ عليها تساهلها في التبديع والتفسيق والتكفير للمخالف.. وأنها ضيقت مناهج البحث والقياس والرأي.. وأنها ترفض الجديد المستحدث في كل شيء حتى تكاد ترفض الحياة ذاتها.. كما يؤخذ عليها استغراقها في تصحيح فقه العقيدة وإهمال تصحيح فقه السلوك والتعاملات.
5- اتهمت الدعوة السلفية بالإرهاب كما اتهمت بملاينة الظلم والاستبداد وهذا دليل على أن الدعوة السلفية ليست مذهباً، بل منهج كل يفسِّره ويؤوله حسب فهمه.