كانت كل المؤشرات التي سبقت مباراة الهلال والنصر في ربع كأس ولي العهد تؤول إلى ترشيح وتفويض النصر للفوز لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها:
- دخول الهلال في مرحلة «فقد التوازن» باعتبار أنه يلعب بدون مدربه الأصلي الذي أقيل قبل المباراة.
- الغيابات الكثيرة التي قصمت ظهر الهلال، حيث يدخل المواجهة بغياب هدافه العربي ومحوره هرماش وإعارته لإيمانا وعدم تمكنه من تعويض ذلك بويلهامسون ولم يكن أمامه إلا أن يشارك بالكوري «يو» الذي يقتعد -غالباً- دكة الاحتياط، والحال في الغيابات يسري على نجومه المحليين المرشدي والفريدي ونامي وغيرهم بفعل الإصابات أو غيرها من الأسباب.
- يدخل الهلال اللقاء ويفترض أنه منكسر ومحبط بعد أن تم تخسيره خمس نقاط في الدوري في مباراتي التعاون والأهلي بفعل أخطاء تحكيمية واضحة لم يجادل في صحتها اثنان على نحو جعله يخسر المركز الأول في الدوري وينزلق -بفعل فاعل- إلى المركز الرابع.
وبالمقابل كان النصر يدخل المباراة -المفروض- منتشياً بثباته التدريبي وبالغربلة التي طالت الفريق من إحلال النجوم عبر التعاقدات السريعة للأجانب والمحليين، لكن ذلك كله -أي ظروف الهلال الصعبة وظروف النصر الميسرة- إلا أن أحداث المباراة أظهرت الهلال كما لو أنه جاء ليتمرن استعداداً لمباراته المقبلة أمام الاتحاد، لقد كان المشاهد للمباراة يتوقع هدفاً هلالياً خلف كل هجمة، وكان ما كان من إنهاء للمباراة في ثلثها الأول بعد أن أجهز مهاجمو الهلال على النصر بهجماتهم الخطافية، وما أسهم فيه الارتباك والخلل الدفاعي النصراوي الواضح ولولا شيء من رعونة الكوري الهلالي في مواجهة المرمى لكانت نتيجة المباراة تاريخية وغير مسبوقة.
إذا كانت كل المعطيات الهلالية وظروفه العسيرة وكل المعطيات النصراوية الإيجابية لم تثمر فوزاً نصراوياً فإن السؤال اللحوح لجماهير القريقين: أجل متى بتفوز يا نصر على الهلال؟!.
() كما خرج النصر من مسابقة كأس ولي العهد وكما أن فوزه ببطولة الدوري هذا الموسم من الغرائب والعجائب التي لا يمكن أن تتحقق، وباعتبار أن أكثر من لاعب نصراوي أثبت مهارة لافتة في توظيف واستخدام اليد في تسجيل الأهداف كما هو واضح في مهارة ريان بلال في أكثر من مباراة.
وكما اتضح في براعة السهلاوي أمام الهلال.. وكما هو واضح من توظيف اليد لعرقلة ودفع اللاعبين كما يتميز في ذلك كل من حسين عبدالغني وأحمد عباس وهوساوي لذلك كله فإنني أقترح على الإخوة في النصر إعارة لاعبي فريق القدم للمشاركة في دوري كرة اليد وأظن -بما لا يدع مجالاً للشك- أن النصر قادر -والحال كذلك - للفوز بالبطولة في هذه المسابقة ولا يستطيع أن ينازعه فيها أيّ أحد من فرق الدوري.
() فوز الأهلي على الهلال في لقاء الدوري السابق أخرج كثيراً من الأقلام الخشبية من جحورها لتتطاول وتجرح في الهلال وتغض طرفها عن الفرص الهلالية المهدرة والهدف الملغي وضربة الجزاء غير المحتسبة.. كم أنت كبير يا هلال عندما منحتهم فرصة «يبرون» فيها أقلامهم.