ما من شك في أننا نحن السعوديين كم نجل ونقدر تلك الوظيفة الجليلة السامية التي تتعهد بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهي مبنية على قيم وأخلاق ثقافتنا الإسلامية، وهي مسئولة عن حفظ تراثنا وثقافتنا وعلومنا ورؤانا الشرعية، فعسانا نكون من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف قولاً وتنهى عن المنكر فعلاً.
والحق نقول إن الهيئة كلما واجهها بعض من الملمات أو أي من الصعوبات تستطيع بفضل رجالها الأوفياء الغيورين على دينهم والمخلصين لبلدهم أن يتخطوها في غير استعلاء أو خيلاء فيعم السلام ويتحقق الأمن والأمان، وها هو تاريخ المملكة السعودية يحكي ذلك بجلاء.
والآن، وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتعيين الشيخ عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ رئيساً للهيئة وهو من خيرة العلماء الأجلاء المشهود لهم برجاحة العقل، والفكر الثاقب المستنير الإصلاحي التجديدي.
وشغل فضيلته عدة مناصب نذكر منها:
- مساعد أمين ثان عام هيئة كبار العلماء في المملكة سابقاً فحمل أمانة المسؤولية.
- مستشار خاص لأمير الرياض فبذل الجهد والتعب من أجل النجاح الذي لا يقدره مال ولا جاه فقبلته العلم والبحث حيث يدرك فضيلته بأننا نموج في عصر المعرفة المعلوماتية ولا مجال للتوافق مع العصر إلا بالتطوير الشامل في برامج وأساليب عمل الهيئة بحيث يشمل التطوير الخبرات والمهارات والاختصاصات والمجالات الوظيفية.. والأدبية، والتطوير في الأساليب والقنوات الدعوية لبناء نهضة إنسانية تستهدف الإنسان دعامة المستقبل حتى لا ينفصل عن واقع العصر.
ونحن نتفق مع رؤاكم وفكركم الرافض للتصلب ومن أماراته الرأي الرصين في إمكانية تعيين نساء يعملن في أن تحاسب المرأة الزبائن من منطلق رأيكم السديد أن التشدد في موضوع الاختلاط غير مبرر، وإنه جائز ضمن ضوابط معينة، وثمة فارق بين الاختلاط والخلوة المحرمة. وكذلك رأيكم في تأييد منع تزويج القاصرات مع ضرورة الالتزام بما يصدر عن الأجهزة الرسمية في هذا الشأن؛ ففي هذا حفاظ على الأصول الإسلامية وقواعد السلوك الاجتماعي.
وختاماً، فهنيئاً للهيئة بمقدمكم وهنيئاً لكم بمباشرة العمل بالهيئة وهنيئاً لنا بوجودكم في قلب الحدث الإصلاحي الراهن إيماناً بالدور السعودي الرائد مما يدعم هويتنا، وفقكم الله وأعانكم على حمل المسؤولية، فهي أمانة.