(1)
يحزّ في نفسي أن كثيراً من السعوديين الذين يدخلون الشبكة العنكبوتية يوظّفون مخرجاتها - مع الأسف - في جلد منجزات وطنهم، والتنقّص من رجاله الذين هم موضع ثقة مواطنيهم وقيادتهم وهم الذين نذروا أنفسهم ووظفوا جهدهم وهبوا وقتهم لسموق هذا الوطن وخدمته عقيدة وقيادة وإنساناً ومنظومة تنموية.
***
لكن المطمئن أن ما يتم في ((الفضاء الإلكتروني)) من مواقع تواصل وإيميلات أفراد وصحف رقمية من إساءة لمكتسبات هذه الأرض وتشويه جهود وسهر أبنائها المخلصين لن يضارّ منه الوطن أو رجاله، لكن المؤلم أن تعطي تلك الافتراءات والشائعات الكاذبة للآخر صورة مشوهة عن أسلوب الحوار ومنهج النقد لدينا.
ومن جانب آخر فإن المراقب لغالبية هذه المشاركات ((النتية)) يجد أنها - مع الأسف - ((جدالات)) و((تخرصات)) يغيب فيها الحوار الراشد.. إذ هي لا تطرح الحلول لأنها انشغلت بالتعريض بالأشخاص بدلاً من التعرض لقضايا الوطن والمجتمع بالرأي والحل.
***
إن كل منصف سواء كان سعودياً أو غيره يرى أن ما يتم على تراب بلادنا منجزات تقارب إن لم تضاه النماذج الأفضل في هذا العالم، وأنه يحظى بقيادة ملك مصلح متفان وهب نفسه لمجد وطنه ورخاء أبنائه يعاضده ولي عهد اختاره القائد لعطائه وحكمته وما قدمه لدينه وأمن بلاده، وقبل ذلك فهذه الأرض تحتضن أغلى بقعتين في الوجود وقد أوكل الله أمانة الحفاظ عليهما وخدمتهما لقيادة وشعب يدينون الله بما يقدمونه لهما من المال والجهد والعطاء.
إن كل مواطن غيور يتوق أن ينصف أبناء هذا الوطن وطنهم وأبناءه المخلصين، فلا يتطلعون إلى النصف الفارغ فقط، ولا يكون مسرح حروفهم وأصواتهم إلكترونياً أو فضائياً أو ورقياً : جلد مكتسبات الوطن ونشر الإشاعات عن نجاحاته ومشروعاته، وعن المثمرين العاملين من مسؤوليه وأبنائه الذين يقدمون ثمار عقولهم لوطنهم.
* الوطن إنجاز ورجال.
***
(2)
كم هو بهيِّ
بهيِّ أن يمتد نهر الفرح في حقولك وحقول الغالين عليك فيقتلع أوتاد جراحك وجراحهم.. وينُبت مكانها أشجار الخير والمحبة والهناء..!
***
(3)
كتَّاب بين الجواهر والأحجار!
من نكد الدنيا على القراء - في هذا الزمن ظهور كُتَّاب لا يفرقون بين الأحجار والجواهر.. بين نصاعة القيم, وسوءات الأخلاق.. ومع هذا فهم يحتلون «واجهات المكتبات: بتفاهاتهم, وربما أن كثيراً من القراء أوفر ثقافة منهم.. بل ربما لو سألت أحد هؤلاء عن شيء من أمور الثقافة لوجدته لا يفرق بين «آثار الحكيم» و»توفيق الحكيم»!.
***
(4)
الغزالي وخلافات أمتنا?
كلما نظرت في اختلافات بل في خلافات أمتنا أفراداً وجماعات، أحزاباً وأمما والتي تكون محصلتها لجاجاً، بل انهزاماً ومصائب.. كلما رأيت ذلك ترحمت على الداعية الراحل الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - الذي كان يردد في كل منتدى وعند كل حوار:
(لدينا الكثير مما نتفق عليه ولدينا القليل مما نختلف فيه، فلماذا لا نتفق على الكثير وندع القليل لقادم الأيام، حتى تسير مركبتنا دون توقف أو انهزام). رحمك الله.
***
(5)
آخر الجداول
للشاعر: غازي القصيبي
(«تركت في «مكة» قلبي.. وطالعني
قلبي «بطَيبةَ».. والأطياب تنهمر
وفي «الرياض» أرى قلبي وألمحه
ملء «الجنوب».. وضمّت قلبي «الخُبر»)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576