سيد «ج» له عينا نعامة؛ فهو يرى أضعاف ما يفكر؛ إذ هو أيضاً له «دماغ» يشبه دماغها في حجمه؛ فالنعامة تملك عيناً أكبر من دماغها..
لذا فإن سيد «ج» يهتم كثيراً بتفاصيل ما يرى, وبأحجام تفوق بسعة حجم عينيه أحجامها الطبيعية..
ولأنه لا يملك سعة فيما يستقر برأسه فإن مداركه محدودة, وتفكيره جزئي؛ ومن ثم فأحكامه على كل ما يمر بمجال رؤيته قاصرة, غير منطقية..
إنه سيد زمنه في غرائبيته, ولا معقوليته..
سيد «ج» ينتشر في الأسواق, وفي مقار الأعمال, وفي الشوارع, وحيث يتجمع الناس, أو يتفرقون..
وحين يلقي بما رأى مضخماً, واسعاً, مهلهلاً, فضفاضاً, يترك الناس تموج, وتلوك, وتتناقل, وتتخالف, وتتناحر حول ما بثه, وقذفه من آراء, وأفكار, وأخبار, ويذهب كالنعامة ذاتها ليدس رأسه تحت إبطه.. وينام قرير العين؛ لأنه لا يعي مثل النعامة ما فعل..
سيد «ج».. هو رمز للجهل, بتفاصيله, وسماته, وأدواته, بل آلياته..
ألا تجدون هذا السيد يهيمن على اهتمامات الناس حيث يبث مرئياته..؟
في نشرات الأخبار.. في برامج الحوارات, في علاقات الأفراد, والجماعات, في سلوك المجتمعات..
بل إن عينَيْ النعامة التي يملكهما تمتدان بنظرهما حيث تتحرك أنفاس البشر؛ لتنقل لهم صورة الفصِّ جبلاً, والحرفِ جُمَلاً, والشوكة حربة, والجمرة ناراً, والنبعِ بئراً, والنواة شجرة.. والواحدِ زمراً..؟ وبقعة السراب نهراً..
الناس تتهافت خلف سيد «جيم», بأدمغة شبيهة بدماغ النعامة, لكنهم لا يملكون حجم عينيها؛ فتغيب عنهم الحقيقة.. فيخيبون..