من قال إن سكن شاب حديث الزواج في سطح عمارة، عيب؟! نحن لا نقول ذلك. نحن نقول إن على الشباب أن يمروا بالتجارب الصعبة التي تهيؤهم لتحمل ظروف الحياة الشرسة، ولكن بشرط ألاَّ يدفعوا أثمان أخطاء أو إهمال الجهات الحكومية.
نحن نعرف أن الدولة أقرت، عبر خططها التنموية السابقة، كل ما هو في صالح رفاهية المواطن وحصوله على كافة المكتسبات التي تجعله يتعلم ويعمل ويسكن ويتلقى العلاج ويشعر بالأمن والأمان. ولكن، هل حققت هذه الجهات عملها؟! هل قاموا بتحويل الخطط إلى واقع؟! الجواب واضح اليوم عبر سكن شاب وشابة، متخرجين حديثاً من الجامعة، فوق سطح عمارة، لأنهما لم يجدا الوظيفة الملائمة ذات المرتب الذي يليق بمؤهلهما، الذي سيتمكنان من خلاله من دفع إيجار شقة أفضل من شقق السطوح!!
إن مسؤولية وزارة الإسكان اليوم، مسؤولية كبيرة، فالمواطن لا يبحث في وعود خطط التنمية إلاَّ عن السكن. وهذا البحث مبرر، فحينما يسكن الإنسان في مسكن لائق، ستكون كل المتطلبات الأخرى، أقل إلحاحاً. سيعيش على الأقل تحت سقف يحميه من دفع كل ما يملكه في الإيجار السنوي، وسيستفيد من هذا المبلغ في دفع الالتزامات الأخرى، كنفقات التعليم والعلاج، التي يضطر لدفعها، لأن التعليم الحكومي والعلاج الحكومي، مترديان!