أقولها وبكل ثقة لكم -أعزائي القراء- أنكم تريدون أن تصبحوا مليونيرات. هذا اللقب يحلم به الكثير من الأناس العاديين. هل سمعتم يوماً أن عدد المتحكمين بالعالم لا تتجاوز نسبتهم 4 % فقط!
وماذا عن الباقي؟ إنهم العاملون والموظفون الذين يكدحون ليل نهار على حساب أصحاب الملايين والمليارات. وبالمثال يتضح المقال، تخيلوا معي أن صاحب شركة معينة لديه ما يزيد عن 300 موظف يعملون لديه، وفي يوم من الأيام قرر صاحب الشركة إغلاقها بغض النظر عن الأسباب التي دفعت به للقيام بذلك، وأتى بكل بساطة وقال لموظفيه: أنتم جميعاً مطرودين ارجعوا إلى بيوتكم!!.
وبالطبع ليس لأحد الحق في رفع شكوى عليه لأنه «صاحب الحلال»، هل تصورتم كيف أن شخصاً واحداً يتحكم بهذا العدد! هذا ما أرمي إليه. هناك عدة أمور مهمة يجب علينا أن نعقلها ونضعها في الحسبان لكي نصبح أصحاب ثروة تضمن لنا رغداً من العيش، وهي متمثلة في عدة مقولات تختصر الكثير وتختزل التعبير:
- السبب الأول في عدم حصول البعض على ما يريدون هو أنهم لا يعلمون ماذا يريدون!.
- لن ينمو ما بداخلك إلا بقدر ما تعمل.
- إن سر النجاح ليس في محاولة الهروب من المشكلات أو تجنبها أو التخلص منها؛ إنما السر هو أن تواجهها وتنمي نفسك حتى تصبح أكبر من أي مشكلة.
- إن المقياس الحقيقي للثراء هو صافي الثروة وليس الدخل الوظيفي.
- لكي تحصل على مرتب أفضل يجب أن تكون الأفضل!.
هذه المقولات ما هي إلا عصارة وبنات أفكار لأناس حققوا ما يطمحون إليه ودخلوا عالم الثراء من أوسع أبوابه. قد تبدو هذه النصائح من مجتمعات أخرى لكن جميعنا نتفق على المبدأ وهو بلوغ تلك المنزلة التي ستجعلنا أصحاب ثروة. إذا عرفنا ماذا نريد بالضبط وحددنا الأهداف فهذه أولى الخطوات لبدء المسير، وإذا كان لدينا إيمان بقدراتنا وبأننا سننجح فهذه الخطوة التالية. للأسف أن لدي الكثير من الناس ظاهرة سلبية وليست صحية على الإطلاق، حيث إن معظمهم لا يعلمون أنهم يبعدون أنفسهم عن الثراء، وهي التوجيه الشفهي، بمعنى أنه عندما يضيق الحال بشخص أو عندما يخسر الكثير فإنه قد يحمد الله على ما أصابه ويُسلِّم وقد يطلق عبارات مثل: المال لا يشتري السعادة -المال أصل كل الشرور- اجمع قرشك الأبيض ليومك الأسود - المال وصخ دنيا... إلخ. وكما هو معلوم أن العقل الباطن بمثابة حقل خصب لزراعة الأفكار، ازرع ما شئت وتأكد بأنك ستحصد ثمرته بعد حين. عندما ننظر للمال بهذه النظرة لن نصبح أصحاب ملايين صدقوني، فلنغير تلك النظرة التشاؤمية التي زرعها فينا أناس ربما لم يحالفهم الحظ في وظائفهم أو تجارتهم، فما هو ذنبنا أن نحمل أفكاراً مشوهة؟ ولو أطلقنا العنان لقدراتنا لاستطعنا بلوغ المرام.
أعزائي القراء.. غني الفكر يستطيع بسهولة أن يصبح غني المال، نسمع دائماً أن التجارة شطارة، فلن نكون شطاراً إلا عندما نقرأ ونتعلم كيف نصبح مليونيرات، ومن أهم النصائح التي تضمن لنا الثراء هي وصية النبي نوح عليه السلام حينما قال لقومه: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) . سورة نوح