المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. -سدده الله-..
السلام عليكم..
اطلعت على ما كتبه الأستاذ خالد الحارثي/ في الجزيرة يوم 27ـ2ـ1433هـ بشأن الفتاوى التي يُطلقها د. أحمد الغامدي.. هداني الله وإياك للتي هي أقوم.
حيث أفاد د. أحمد/ أنه لم يندم على فتاواه الغريبة.. إن صح تسميتها فتاوى؟! فهل كل من قال قُلنا أفتى؟!
فيا أخي أحمد.. أسأل الله أن يفتح قلبي وقلبك ويهدينا لِما أخْتُلِف فيه من الحق إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم..
كما أسأله أن يؤتينا الحكمة وفصل الخطاب..
وإذا كان الله أمرنا أن لا نجادل أهل الكتاب (اليهود والنصارى) إلا بالتي هي أحس.. فأنت أولى بذلك، فأنت أخونا، ومواطننا، ومنّا وفينا..
فأصغ إليّ سمعك، وافتح قلبك، ولا أخالك إلا كذلك:
1/ هذه الفتاوى التي تناولتها قد أفتى فيها العلماء الكبار.. كابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء.. بعد أن عرفوا الراجح والمرجوح، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والصحيح والضعيف.. فأعط القوس باريها..
فلتكن كأجدادك من الصحابة الذين يتدافعون الفتوى حتى تمر على 120 صحابياً كلهم يدفعها للذي بعده... وهم العلماء العدول الثقات.. ويكفيهم الصحبة.
2/ لا يخفى على جنابكم الكريم أنه لا يجوز الأخذ بالمرجوح والضعيف من أقوال العلماء لقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم...}.
3/ أمر الفتوى حسمه خادم الحرمين -وفقه الله-.. وأناطه بهيئة كبار العلماء.. ومن يُجيزون له الفتوى.. وطاعة ولي الأمر في مثل هذا واجبة التنفيذ.
4/ لا يعزب عن ذهنكم أن من أخذ برخصة كل عالم لم يبق له من دينه شيء!!..
وأن من تتبع رُخص العلماء فقد تزندق... وحاشاك ذاك..
ومن أخذ بكل مرجوح فقد جَمَعَ الشرّ كله...
(قُل للذي يدّعي في العلم معرفةً
عرَفْتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ)
5/ أنا سمعتُ في حوار معك سابقاً أنك غير متخصص في العلوم الشرعية، وأن مؤهلاتك في علوم أخرى.. فأعط القوس باريها... وأحمدِ الله على العافية، وتذكّر يومك قبل أمسكْ، وتفكّر بقولك قبل رفسك... واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون..
6/ هل بَلَغَتْ الأمةُ شأوها، ورامت مجدها، ولم يبقَ لها إلا أن تُجِيز الاختلاط وتترك صلاة الجماعة، وتهزّ وسطها بالموسيقى!!؟؟..
المجال لا يتسع لبسط الأدلة على ذلك، فقد بَسَطه العلماء العدول الثقات ذلك في مظانّه..
لكن أنظر أنت الدول المجاورة التي شرّعَتْ ذلك.. هل حقّقت إلا العار والشنار!!! ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى..
فيا أخي أحمد.. أسأل الله أن يجعل عملك كاسمك (أحمد)..
فنحن لا ندعي العصمة للعلماء، ولكن نقول اسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون..
فمن أجازك للفتيا؟! ونحن لا نجنح للتشديد، بل للتخفيف، لكن بالدليل..
إن تَسنّمك لمنصب ديني سابق لا يلزم منه الفتوى والتأهّل لها!..
7/ احْذرْ لأن تتبّع شواذ المسائل بقصد الشهُّرة، فحبُّ الظهور يقطع الظهور، فلا تَبعْ دينك بِعَرض من الدنيا.. إن الذين يشترون بعهد الله، وإيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم من الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم...
8/ قُلتَ إنك لم تندم، ويا ليتك ندمت.. فالندم على الذنب هو أو شروط التوبة.. وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يعفوَ عنهم... فادخل في عداد هؤلاء..
قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أذنب ذنباً ثم ندم واستغفر، غفر الله له) فكن كذلك.
9/ قُلت إن الله (اصطفاك)!!
لكن لم نقرأ في القرآن ذِكر اسمك ضمن الذين اصطفاهم الله كما في قوله: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً... } فلم يذكر الغامدي!!
10/ قلتَ إن بعض الدعاة حاربوك.. فهل كل من ناصحك أو عارضك معادٍ لك!! ولا سيّما وقد تناولت أعزّ ما يملكون (ينهم)؟..
11/ أخي أحمد إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ولا يسْتخفنّك الذين لا يوقنون.. فلا تأخذك العزة بالإثم، وخذ بوصية جدك الشافعي:
(إذا ما كنتَ ذا عِلم وفضل بما
اخْتلف الأوائل والأواخر
فحاور من تحاور في سكونٍ،
حلماً لا تُلحِّ ولا تكابر)
12/ أخي أحمد سددك الله.. تذكر أن جدّك (صلى الله عليه وسلم) حاولوا أن يوقعوه في الفخ ونَصَبوا له الشِراك.. وإن كادوا ليفْتنونك عن بعض ما أنزل الله إليك لتفتري علينا غيره.. وإذاً لاتخذوك خليلاً. خليلاً.. خليلاً!!..
13/ أسألُ الله يا غامدي.. أن يتغّمدني وإياك برحمته وأن يُجري الحق على ألسنتنا وسامحني إن ندّ بنان، أو جفاني بيان.. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء