وأبو نواس هو تويس كان في استراحتنا في روضة سدير، وقد جلبنا له عناقاً في سِنِّه تؤانسه ولقبناها بأم نواس، ولقد صحّت الكنية وأصبحت حقيقة عندما استولدها أبو نواس تويسا شابهه من حيث اللون «ومن شابه أباه فما ظلم».
وكنت قد خاطبته قبل أن يكون أبا بالأبيات التالية:
أبا نواس لا تغضب علينا
وانظرنا نُعلّفك الشعيرا
ونخلطه ببرسيم طريّ
لئلا يُصبح الهضمُ عسيرا
ولا يصرفك عنّا سوء ظنٍ
فأنت التيس نحسبك الأميرا
وما لسوء قصد كل هذا
ونأمل أن تُرى تيسا نضيرا
فلا تجفوك صاحبةٌ ودودٌ
ولا تُمسى بعينيها حقيرا
تُقَرُّ العين منها حين تمسي
وأنت تقطف الزهر الوفيرا
تراك من بين التيوس شهما
ينازل أو يجير المستجيرا
وعن حماك ينفر كل تيس
وللمظلوم كم كنت النصيرا
قرناك كالرمحين في نزالٍ
فلا تخشى وحوشا أو حميرا
إذا شبعت تنطح كل تيس
وربما تناطح البعيرا
وبعد أن استولدها تويسا هو في غاية الحسن والجمال الحيواني الذي يجعلك لا تمل النظر إلى قفزاته في الهواء وحركاته الطفولية البهيمية المثيرة، أضفت لما سبق هذه الأبيات:
نواس جاء يا أباه حقا
وصحّ ما كُنِّيت به صغيرا
وكنت ربّ الأسرة المفدى
تؤدبها صغيرا أو كبيرا
إذا نظرت للتيوس شزرا
شجاعها يمسي بها حقيرا
فما سواك مقدام مطاع
وما سواك في أمرٍ مديرا