لا بد أن يكون للتقنية الإيجابية سلبيات. ونحن نقبل السلبيات، لأن الإيجابيات توفر لنا حياة هانئة. ولو لم نفعل ذلك، فإننا سنرفض الإنترنت والهواتف المحمولة والكاميرات الرقمية. وحينها، سنعيش في عصور ظلامية!
الأمثلة على سلبيات التقنية لا تُحصى، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا، لكنني سأستشهد بحالة مميزة بعض الشيء، وذات أبعاد متعددة. الحالة عبارة عن صورة تم التقاطها بكاميرا هاتف محمول لشاب يلف ذراعه حول ظهر زوجته الشابة. هذه الصورة تداولتها المواقع الإلكترونية، وهاجمها الكثيرون على أساس أن هذه الرومانسية «ما لأمّها داعي» في الحرم! من جهة أخرى، حاول البعض أن يدافع عن الزوجين، بأن من حقهما أن يمارسا هذا السلوك في الحرم أو خارج الحرم، إلى درجة أن أحد المدافعين وضع أسهماً على الصورة تشير إلى أن الزوج الشاب بساق واحدة!
لقد انغمس الناس كلهم في قضية الحلال والحرام في الرومانسية داخل الحرم، وتناسوا مناقشة حكم تصوير الناس خلسة، دون الاستئذان منهم. وللمعلومية، فإن الأنظمة غير الإسلامية تعاقب بالغرامات والسجن، كل من يقوم بهذا الفعل المشين. أما نحن المسلمين، فنعتبر تصوير الناس بدون علمهم، بطولة! كما نعتبر من قام بالتقاط هذه الصورة داخل الحرم، من المجاهدين!