|
دبي - فن
أودت عبوةٌ زنتها أكثر من طنّ برئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وبحياة 22 شخصًا من مرافقيه وعابري السبيل الأبرياء في موقع الانفجار. منذ ذلك الحين، انطلق مسار التحقيق والمحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان للكشف عن قتلة الحريري، وهو مسارٌ رافقه انقلاب في أوضاع المنطقة عمومًا وفي أوضاع لبنان خصوصًا، ما أدّى إلى تجاذبات حادة قسمت اللبنانيين بين حركتيْ 14 آذار الذي يتزعمه تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري وحلفائه، و8 آذار الذي يقوده «حزب الله» بزعامة حسن نصر الله وحلفائه، وبلغ الانقسام ذروته في كسر موازين القوى لمصلحة «حزب الله» وحليفيه الإقليميين سوريا وإيران، لكن مسار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل استمرّ وتُوِّج أخيرًا بإعلان المحكمة الدوليّة تبنيها القرار الظنّي الذي أصدره المدّعي العام دانيال بلمار واتهم بموجبه أربعة عناصر من «حزب الله» بالضلوع في تنفيذ عمليّة الاغتيال.
عبر ثلاثة أجزاء تعرض قناة العربية الوثائقي الخاص «البحث عن قتلة الحريري»، الجزء الأول تقدمه العربية الجمعة المقبل 3 فبراير في الساعة الثامنة مساء بتوقيت السعودية. فيما يأتي الجزآن الثاني والثالث: الخميس 9 فبراير والجمعة 10 فبراير الساعة الثامنة مساء.
يروي «البحث عن قتلة الحريري» مسار التحقيق والأحداث التي رافقته منذ 2005 وحتّى اليوم، محيطًا بظروفه السياسيّة والإقليميّة المعقدة، لكن مسلسل الاغتيال لم يبدأ بالحريري و توالت الاغتيالات حاصدةً وجوهًا سياسيّة وإعلاميّة وفكريّة يجمعها معارضتها للنظام السوري وسلوكه في لبنان، إذ أعقب مصرع الحريري اغتيال كلٍّ من الصحافي والكاتب سمير قصير، والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، ومدير عام جريدة «النهار» جبران تويني، والنائب وليد عيدو والوزير الكتائبي بيار الجميّل، وغيرهم، ولم ينج من عمليات الاغتيال سوى وزير الدفاع اللبناني السابق الياس المرّ والإعلاميّة ميّ شدياق.
في أجزائه الثلاثة، يتابع «البحث عن قتلة الحريري» مراحل التحقيق منذ تكليف القاضي الألماني دتليف ميليس برئاسة لجنة التحقيق وصدور تقريره الأول الذي أحدث ضجّة في توجيه أصابع الاتهام إلى أجهزة المخابرات السورية واللبنانية وتوصيته بالقبض على الضباط الأربعة، كما يستعرض الوثائقي الأحداث التي دخلت على خط التحقيق ووضعت لبنان أمام استحقاقات ومزالق أمنيّة خطيرة: حرب تموز 2006، ظهور تنظيم «فتح الإسلام» ودحره في معركة نهر البارد، ثم نزول «حزب الله» وحلفائه إلى الشارع لإطاحة حكومة الأكثرية التي كان يرأسها فؤاد السنيورة وإدخال لبنان مجددًا في دائرة النفوذ السوري - الإيراني.
ويتضمّن «البحث عن قتلة الحريري» مقابلات عدّة مع شهود المرحلة وبعض الشخصيات البارزة: الوزير والنائب مروان حمادة، مدير عام الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي، اللواء علي الحاج، رئيسي الوزراء اللبنانيين السابقين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، النائبين عن «حزب الله» حسين الحاج حسن ونوار الساحلي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، النائب السابق فارس بويز، المحقّق الدولي دتليف ميليس، السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد ساترفيلد، السفير الأميركي السابق في مجلس الأمن جون بولتون، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق سكوت كاربنتر، نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام، السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى ومسؤول منظمة التحرير الفلسطينيّة الراحل كمال مدحت الذي خصّ «البحث عن قتلة الحريري» بشهادته في وقائع معركة نهر البارد قبل أن يقضي هو الآخر في مجرى الأحداث.