لو كنت رجل أعمال لشعرت (بالخجل)، والسبب هو الدور الذي تلعبه سيدات الأعمال السعوديات في المجتمع اليوم..؟!.
بالأمس تشرفت بزيارة (أول دار نسائية لسيدات الأعمال بالرياض)، الفكرة الخلاقة من صانعات النجاح في مجتمعنا, فهنّ نساء، اتحدن من أجل النساء فقط ..!.
الفكرة ببساطة: أنّ المرأة السعودية التي تملك أفكار تجارية، وشيئاً من الهمّة، وينقصها المال، والخبرة، ولا تعرف من أين ستبدأ؟! ولا تريد التعرض لخسارة كبيرة في حال فشل مشروعها، ستجد بجوارها (سعوديات أخريات) نذرنَّ أنفسهنّ للتكاتف، ليشكلنّ نسيجاً خاصاً, لتذليل كل الصعوبات, والعقبات, وتأسيس مشاريع صغيرة ,ومتوسطة للسعوديات المبتدئات..!.
إنها رحلة (إبداع متكاملة)، فالمرأة السعودية بالرياض اليوم ستجد أمامها فرصة جديدة تتمثل في مكاتب تجارية (نسائية 100%), وقاعات اجتماعات, وخدمات سكرتارية احترافية، وطواقم عمل مدربة، ومستشارات قانونيات، وشرعيات, ومكاتب خدمات لمراجعة الدوائر الحكومية، وفرصة لاكتساب وتبادل الخبرة، مع نظيراتها (سيدات الأعمال) اللاتي خطونَ خطوات مماثلة، مما يضمن (التكاتف النسائي) والتعاضد، والدعم النفسي، والمالي للأخذ بيدها وتحقيق قصة نجاح أخرى مماثلة في عمل المرأة.
الجميل في الموضوع أن هناك (مرونة) في التعاملات المالية بين النساء، فهناك ما يسمى (بالإدارة الحذرة) للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر عدم الالتزام بتكاليف أو بمبالغ كبيرة (طويلة الأجل) لتأسيس المشروع, كما يمكن لسيدات الأعمال اللاتي يملكن أعمالا أو تجارة قائمة لهنّ, إدارتها عبر هذه المكاتب، التي تضمن لهنّ الخصوصية المطلوبة للمرأة السعودية, وتدريبها أيضاً على (يد خبيرات) للطرق الصحيحة عند إدارة المشاريع..!!.
للأسف الشديد أن المشاريع المُشابهة (لرجال الأعمال) لدينا مخيفة، فالغالب منها (ضبابي) يبحث عن الكسب المادي عند توفير مثل هذه الخدمات، دون مراعاة أن (شباب الأعمال) في حاجة للتدريب وكسب الخبرة والمساندة والدعم اللوجستي، بعيداً عن مفهوم (هو رجال يدبر عمره)، فللأسف المرأة تتفوق علينا يوماً بعد آخر، فهي تتحول أمام ناظرينا من (عاطلة) إلى سيدة أعمال، بفضل تكاتفهن، وإحساسهنّ بالمسئولية المشتركة، بينما شبابنا يقع (فريسة) لظلم وجشع بعض رجال الأعمال، سواءً كان موظفاً، أو صاحب مشروع صغير, فالهوامير ستلتهمه حتماً..!.
إنها صفحة مشرقة في كتاب سيدات الأعمال السعوديات، يجب أن نفهمها كدرس مهم عنوانه (عندما تتحد النساء)..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net