فرض نجوم فريقي الاتفاق والهلال الناديين الكبيرين طرفين في مباراة نهائي بطولة كأس سمو ولي العهد، واستحق الفريقان أن يكونا (سفيرين فوق العادة) وممثلين للشباب والرياضيين في النهائي التاريخي المنتظر، حيث يقام لأول مرة باسم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز (يحفظه الله).
بصم المنافسون قبل المحبين على أحقية الفريقين وجدارتهما بالوصول ،وذلك عطفا على ماقدماه خلال مشوارهما القصير في البطولة من أداء ومستوى ،وأكثر من ذلك وقبله عطفا على العناصر والمواهب المكتنزة في صفوفهما، فالأسماء الشابة القادمة بقوة ميزت خطوط الفريقين، وشكلت الغالبية الكبرى فيها ،حتى أن تشكيلة الهلال أصبحت تضم أكثر من سبعة لاعبين من الأسماء الشابة والموهوبة ومن اللاعبين الصغار القادمين بقوة (عبدالله الدوسري وسلمان الفرج وسلطان البيشي وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري ونواف العابد ومحمد القرني) ولتجد أسماء أخرى حيوية وجاهزة متوسطة العمر مثل أحمد الفريدي وعبدالله الزوري مكانها على دكة البدلاء ،أما تشكيلة الاتفاق فتضم هي الأخرى أسماء شابة مثل (مبارك وجدي ويحيى الشهري وأحمد عكاش وحمد الحمد ويحي حكمي وزامل السليم) وغيرهم وهي أيضا أجبرت أسماء ونجوم مهمة في السابق في الفريق لتجد نفسها أسيرة دكة البدلاء في الفريق الشرقاوي العتيق .
صحيح أن الظروف ربما عجلت بمشاركة بعض الأسماء والنجوم الشابة في الفريقين وأجبرت الجهازين الفنيين على الاستعانة بهم ،إلا أن الإعداد المسبق والتهيئة المكتملة والتجهيز المتدرج، وإتاحة الفرص في أوقات مناسبة، والعمل على مراحل وسنوات ،والانتقاء الجيد للمواهب والعناصر، والتعامل الإداري، والتكييف والتهيئة والإعداد المستمر للاعبين الصغارهي العوامل التي (صاغت) اللاعبين وجعلتهم في الجاهزية الفنية والنفسية عند الحاجة، وأن يكونوا وقت المشاركة في الصورة والمستوى فلم يختلف الهلال ولم يهتز الاتفاق. ولاشك في أن ما أوصل العمل الفني في الناديين إلى هذا الواقع وهذا المستوى والقدرة ،هو وجود (إستراتيجية) إدارة ومنهجية عمل ،وخطوات مسيرة ..لقد عملت إدارتا الناديين الكبيرين بالمثل الذي يقول (اعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه) فقامتا بإسناد المسؤولية إلى شخصيات وأسماء من أبناء النادي (المؤهلين) وليس القريبين، والقادرين وليس الراغبين ،وأصحاب التجربة والخبرة والدراية ،وليس الفهلوة و(الجعصنة) ،انتقوا من الإداريين من يحترقون له ويعملون من أجله، من يهمهم حاضره ومستقبله، فأوجد ذلك في المسؤولية والعمل مايعد الصانع الماهر أو(الجواهرجي) القادر والمتمكن صاحب (الرؤية الصحيحة) والجيدة في العمل الإداري والفني،وكان من الطبيعي أن يكون الإنتاج مواهب من ذهب عيار 21.
كلام مشفر
الاستعانة أو إشراك اللاعبين الشباب والمواهب في الهلال والاتفاق ليس من أجل التشبيب والاحلال وإنما من أجل (دعم) الفريق وتقويته وزيادة حيويته وقدراته ،ذلك نتاج سنوات من العمل والتخطيط والمنهجية و(مبادئ) العمل الإداري.
شارك في الحرب على التشبيب والاحلال وإبعاد (العواجيز) في الفريق الاتحادي أطراف عدة ،وكان ذلك بمثابة (جريمة) ارتكبت بحق الفريق، لن ينساها التاريخ ولن يشفع للإعلاميين الذين شاركوا فيها محاولتهم الآن (تجميل الصورة) فهم شركاء في الجريمة .
في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد كان متوسط عمر لاعبي فريق الاتحاد (29) عاما رغم وجود أسماء شابة مثل أحمد عسيري ومحمد أبوسبعان ونايف هزازي وأسماء متوسطة مثل أسامة المولد.
أما متوسط عمر فريق الهلال فقد كان (19) عاما لعدم وجود لاعبين متقدمين في السن سوى حسن العتيبي، الشلهوب، ولاعب متوسط العمر هو أسامة هوساوي، ولذلك كان طبيعي ليس فوز الهلال وإنما تحويله الاتحاد إلى (فريق صغير).
رغبة من المشرف العام على فريق الاتحاد تخفيض التكاليف المادية أصدر قراره بإركاب المدربين المساعدين السابقين حسن خليفة وحمزة إدريس على الدرجة السياحية وهو ما رفضاه فكان من أسباب بداية الخلاف بين الطرفين.
أثناء العودة من الرياض على الرحلة رقم (1057) بعد مباراة الهلال الأخيرة كان يركب في الدرجة الأولى المشرف العام جمال فرحان والإداري عبدالله فوال والمدرب الوطني المساعد عبدالله غراب مع الجهاز الفني ،على مرأى من الرئيس والإدارة مما يؤكد (الأستقصاد) الذي كان موجودا ،وهدفه (تطيير) الثنائي حمزة إدريس.
الفريق الوحيد الذي يمتلك جدارة المنافسة على الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد وكان يستحق ولديه كثير من أدوات وواقع فريقي النهائي هو فريق الأهلي ،ومشكلة الأهلي في نصف النهائي أنه واجه الاتفاق والحظ معا ،ولولا ذلك لربما كان في النهائي ،بل لو أن النهائي يقبل القسمة على ثلاثة لكان الأهلي وبالإجماع.