كل يبحث عن النظام والتزام التعليمات، وخاصة ما يتعلق بأنظمة المرور لما فيها من الإيجابيات التي تعود على الوطن والمواطن والمقيم. ولكن أن ترى ما يجري عند رصيف القدوم للرحلات الداخلية والخارجية في مطار الملك خالد بالرياض من استخدام شرطة المطار للأبواق والنداءات المزعجة والمربكة للقادمين ومستقبليهم شيء لا يصدق، مما يثير التساؤل والاستغراب، لأنك لم تر مثل هذا التصرف في مطارات أخرى داخل المملكة فضلاً عن المطارات الخارجية.
ومن ينظر إلى ما يستدعيه واقع الحال في ذلك الموقف لا يرى حاجة إلى هذا الإزعاج والإرباك، لأن كل يسعى إلى سرعة الإنجاز ومغادرة المكان، فالشوق يحدو كل قادم من سفره إلى رؤية أهله وذويه بالسرعة الممكنة دون تأخر، ولن يرضى أحد بالبقاء في ذلك المكان في تلك اللحظة أكثر من نقل عفشه وركوبه في سيارته، خاصة بعد الانتظار الطويل والممل عند استلام العفش بسبب التزاحم غير المنظم داخل الصالة وتعطل بعض الأجهزة الناقلة وتكدس الرحلات القادمة على جهاز واحد.
فهذه رسالة أزفها إلى شرطة المطار بأن تتيح الفرصة للقادمين بلا إزعاج ما دام أن الأمر يقتصر على فترة وجيزة، ولم يترتب على ذلك تعطيل الحركة ولا إقفال الطريق مع الإشراف والمتابعة لمنع ما يستحق منعه كالوقوف الدائم للمركبة، أو الانتظار الطويل المعطل للحركة.
وفي نظري أن وجود مسارين لوقوف سيارات الاستقبال بجوار الرصيف وقت قدوم الرحلات بطريقة منظمة يؤدي الغرض ولا يعطل الحركة نظراً لسعة الطريق، فما الداعي لهذه المضايقة والإزعاج المستمر (يا صاحب الفورد، يا صاحب الجمس حرك، يا صاحب الجيب)، وهكذا من النداءات التي لا مبرر لها مما يعطي صورة مستغربة وغير حضارية للقادمين من غير المواطنين مما لم يعهدوه في بلادهم.
ثم لماذا لا يوجد فريق من العمالة يقوم باستلام عربات العفش بعد تفريغها وإعادتها إلى مكانها، لأن تركها في الموقع هو الذي يعطل الحركة، والمسافر القادم لا يستطيع إعادتها بنفسه، لأن البوابة بوابة خروج فقط لاسيما وأنه على عجلة من أمره بفرحة العودة إلى أهله وبلده.
يقول لي أحد المستقبلين: جئت للمطار لاستقبال والدي بعد وصول الرحلة ولم أتمكن من الوقوف لحظات بسبب المنع من شرطة المطار وبعد ذهابي بثلاث دقائق اتصل والدي يسأل عني وهو واقف على الرصيف ولم أتمكن من العودة إليه إلا بعد ربع ساعة.
فهل الوقوف لثلاث دقائق يعطل الحركة؟ ولا سيّما أن الطريق واسع جداً وفرق بين الوقوف اليسير والوقوف الدائم.
فإن قيل يذهب كل مستقبل للمواقف السفلية: أقول: لا يخفى ما في ذلك من المشقة على كبار السن ومشقة نقل العفش، وأغلب المطارات يوجد لديها مواقف خارجية قريبة من صالة القدوم تحل هذا الإشكال إلا مطار الملك خالد بالرياض.
أرجو أن تلقى هذه الملاحظة آذاناً صاغية من المسئولين في المطار، وأذكرهم بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (اللهم من ولي أمراً لأمتي فرفق بهم فارفق به). فالرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه.
* المعهد العالي للقضاء بالرياض
dr-alhomoud@hotmail.com