دمشق- باريس- واشنطن- عواصم- وكالات

تواصلت أعمال العنف والقتل في سوريا في حمص بشكل كبير فضلاً عن اقتحام مدينة الزبداني بالمدرعات العسكرية والدبابات فقد قصفت القوات السورية مجدداً امس احياء مدينة حمص مستهدفة عدة مستشفيات في المدينة مما أدى إلى مقتل 52 مدنياً على الاقل وجرح العشرات في مجزرة جديدة بعد مجزرة يومي الجمعة والسبت الماضيين.وواصلت الدول العربية والغربية في هذه الأثناء تحركاتها الدبلوماسية إذ أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أنها ستعقد السبت المقبل اجتماعاً وزارياً لبحث التطورات لتنسيق مواقفها إزاء الأزمة السورية حسبما أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي امس.

ويأتي اجتماع مجلس التعاون تمهيداً للاجتماع القادم لمجلس الجامعة العربية المقرر عقده اليوم التالي في القاهرة (الأحد) وذلك تأكيداً للإصرار العربي على عدم التخلي عن سوريا وحل الأزمة السورية بكافة الطرق الدبلوماسية خصوصاً بعد فشل مجلس الامن في اصدار قرار يندد بالعنف في سوريا اثر استخدام روسيا والصين للفيتو بمواجهة مشروع قرار عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية بشأن الوضع في سوريا.وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن الجامعة العربية مصرة على استكمال تنفيذ مبادرتها لحل الأزمة السورية لتحقيق طموحات الشعب السوري وأهدافه بما يحقن الدماء السورية ويوقف عجلة القتل والعنف المتبادل ويمنع التدخل الأجنبي في الأراضي السورية.وأوضح أن الموقف في سوريا سيخضع لتقويم شامل خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الأحد المقبل وسيتم طرح جميع البدائل المتاحة لضمان الحفاظ على الدم السوري ووقف العنف وتنفيذ الخطة العربية بشكل سلمي لمساعدة سوريا على الخروج من المأزق الحالي.ومجدداً عادت الولايات المتحدة أمس وحذرت حلفاء النظام السوري بأن دعمهم للرئيس السوري بشار الاسد هو (رهان خاسر) بعدما صوتت كل من الصين وروسيا ضد اصدار قرار في مجلس الامن يدين حملة القمع في سوريا.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان (الرهان على الأسد بكل شيء هو وصفة للفشل) مضيفا ان سيطرة الأسد على السلطة اصبحت محدودة جداً على افضل تقدير).وأغلقت الولايات المتحدة أمس سفارتها في دمشق وأجلت آخر موظفيها المتواجدين في سوريا كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية في بيان أمس. وستمثل سفارة بولندا في دمشق بعد ذلك مصالح الولايات المتحدة في سوريا حسبما أكدت وزارة الخارجية البولندية في بيان أمس.وفي موقف أوروبي إضافي وسعت سويسرا مجدداً قائمة المسؤولين في سوريا المشمولين بعقوبات واضافت اليها 34 اسما علما أنها تضم أصلاً 108 أسماء وفق بيان صدر أمس الاثنين في برن.ومن بين هؤلاء وزير المال محمد الجليلاتي ووزير الاقتصاد الدكتور محمد نضال الشعر واضيفت الى القائمة ايضاً اسماء مسؤولين عسكريين كبار وموظفين كبار في وزارة الداخلية مثل رئيس الاركان فهد الجاسم لضلوعه في اعمال قمع ارتكبت في حمص، ونائبه ابراهيم الحسن للاسباب نفسها، بحسب البيان. واضافت سويسرا ايضا 19 اسما الى قائمة الكيانات المشمولين بعقوبات، منها قناة شام برس التلفزيونية التي تشارك في حملات تضليل وتشجيع على العنف ضد المتظاهرين في سوريا.كذلك ادرجت صحيفة الوطن على القائمة ومركز الدراسات والابحاث السوري. واضيف ايضا الى القائمة عدد من البنوك والشركات النفطية.وتزامناً مع الإعلان امس عن انشاء المجلس العسكري السوري الأعلى برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ ليكون بمثابة (هيكل تنظيمي) للمنشقين، وبهدف (تحرير سوريا) وفق ما جاء في بيان صادر عن الشيخ.. واصلت فرنسا تنفيذ تعهداتها بالعمل ضد ما يجري في سوريا من قبل نظام الأسد خصوصاً بعد لجوء روسيا والصين الى الفيتو في مجلس الأمن لمنع اصدار قرار يدين النظام السوري, إذ اكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه غداة الفيتو الروسي بأن فرنسا لن تظل (مكتوفة اليدين) وستتخذ مبادرات وخصوصا بهدف تشكيل (مجموعة اصدقاء لسوريا) وعليه فقد التقى جوبيه في باريس أمس رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون وتشاور مع هاتفياً مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني.

وسيضم المجلس العسكري السوري الأعلى حسبما جاء في بيان قال الشيخ إنه موجه الى (الشعب السوري العظيم) بحسبه الضباط المنشقين وتنظيم الثوار الذين أتموا الخدمة الإلزامية والراغبين بالتطوع في الكتائب التابعة للمجالس العسكرية الثورية الفرعية في كافة المحافظات السورية والعسكريين المسرحين والمتقاعدين.