كان قرار الملك عبد الله - حفظه الله- بإلغاء أوبريت الجنادرية غير مفاجئ من شخصية عُرفت باتزانها، ومحبتها لأمتها العربية والإسلامية، وتؤيِّد على ذلك الأحداث الكثيرة التي تدل على ما أشرت إليه.
ورغم أن مهرجان الجنادرية والأوبريت هي مناسبة فيها الكثير من الفرح وينتظرها الكثير من الناس سنوياً، إلا أن الأحداث التي تمر بها المنطقة هي أحداث مؤسفة وحزينة يُهدر فيها الدم العربي، ويُقتل فيها الإنسان البريء وتتأجج فيها الصراعات مما يُدمي القلوب حزناً ويجعلنا جميعاً نعيش هذه المأساة العربية بقلوب مليئة بالحزن على الشهداء الذين يتساقطون وتُراق دماؤهم يومياً دون سبب إلا أنهم ينشدون الحرية ويتطلعون إلى العيش الكريم، وعلى رأس هذه الأحداث المأساوية دون شك ما يجري في سوريا من قتل عشوائي، ومن ظلم فادح قلّما شهدت له الإنسانية نظيراً، كل ذلك ضد شعب أعزل يواجه الموت يومياً من قوات طاغية ظالمة لا تعرف الرحمة ولا تعترف بالعدل.
إن هذا الموقف من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله هو تعبير عن مشاركة لشعب المملكة أحزان ومآسي إخوانهم في سوريا وكذلك في اليمن ومصر ما شهدته في الأيام السابقة من أحداث مروِّعة مؤلمة.
كان القرار دون شك صائباً حكيماً من رجل عُرف بالحكمة والعدل ومعايشة واقع الأمة ومشاركتها في أحزانها وأفراحها على حد سواء.