اشتغل الأطباء وعلماء النفس وعلماء البرمجة العصبية على فوائد الابتسامة النفسية والصحية والروحية واستقروا على أنها: تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية، تساعد على تخفيف ضغط الدم، تنشط الدورة الدموية، تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية، تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين، لها آثار إيجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ،
يتمتع المبتسم بنبض سليم متزن، تسرِب الهدوء والطمأنينة إلى داخل النفس، تزيد الوجه جمالاً وبهاء. وتوصلوا إلى أن الابتسامة نوع من العلاج الوقائي لأمراض العصر، صمام أمان من القلق والكبت، تخفف من حموضة المعدة، زيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامي، تساعد على إزالة التوتر العصبي، علاج لحالات كثيرة من الصداع، تريح الأعصاب وتحقق لها الارتخاء، تقهر الأرق والكآبة. وقد أثبت بحث علمي في مصر أن تجهم الوجه ( التكشير والتقطيب) يؤثر بشكل فعال في ظهور التجاعيد على الوجه ولا سيما حول العينين. وأثبتت التجارب أن الابتسامة سلاح فعال ضد التجاعيد أو على أقل تقدير تؤثر الابتسامة في تأخير ظهور التجاعيد بسبب ارتخاء عضلات الوجه أثناء الابتسامة, ولذلك فإن العلماء يقدمون نصيحة ذهبية للناس ولا سيما النساء, حيث من المهم للمرأة أن تكون دائمة الابتسامة حتى تحقق راحة النفس والاستقرار.
وبالرجوع إلى القرآن الكريم إلى سليمان عليه السلام نجد أن القرآن ذكر لنا قصة سليمان عليه السلام مع النملة وكيف أنه تبسّم لقولها، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (18)-19 سورة النمل.
وقال رسول الله عليه السلام يحث المسلمين بطلاقة الوجه والتبسم في وجه بعضهم البعض: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» وقال صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة». وقال كذلك: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه...». وفي شأنه قال عبد الله بن الحارث بن حزم: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الأمثال الصينية: إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً. ويرى العلماء أن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق، هذه المواد تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك، والسبب أن هذه الابتسامة أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. وقد أشار العلم إلى أن الإنسان عندما يبتسم يتحرك من (5- 13) عضلة في الوجه، وعندما يكون في حالة تجهم وعبوس يعمل (47) عضلة. علماً بأن وجه الإنسان يحتوي على (80) عضلة.
وتعتبر الابتسامة لغة من لغات الجسد، واتصال غير لفظي بين الكائنات البشرية. ويقال إن الطفل يتعلمها بعد ولادته بستة أسابيع. وقد توصل الباحثون إلى وجود (18) نوعاً من الابتسامة نوع واحد فقط منها حقيقي هي الابتسامة الصادقة. بل وتتدخل الألوان في تسميتها: فالابتسامة (البيضاء) الصادقة، و(الصفراء) الزائفة، و(السوداء) اليائسة، تدخل المشاعر في وصفها. لذلك نجد خبراء الأحاسيس الإنسانية قد اشتغلوا كثيراً على الابتسامة فرأوا أن المشاعر الحقيقية تؤثر على جانبي الوجه بالتساوي، بينما المشاعر الزائفة تحرّك عضلات الجانب الأيسر من الوجه مما يكشف زيف المشاعر. ويرى خبراء المشاعر أن الزائفة هي الأكثر شيوعاً بين الناس، وأسهل طريقة لفضح تلك الابتسامة هي العين. كيف ذلك؟ العينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب، تبقيان غير متأثرتين عندما يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية.
لذلك لو استرسلت في الحديث عن الابتسامة ما انتهيت وهي مادة العلماء الخصبة ونافذة تفتح على القلوب والعقول معا.. لكن أختم بأقوال بعض العلماء في شأنها:
- الابتسامة تذيب الجليد، وتنشر الارتياح، وتبلسم الجراح: إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية. «فولتير».
- جميل أن تبدأ الصداقة بابتسامة، والأجمل أن تنتهي بابتسامة «أوسكار وايلد».
- الابتسامة طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين. «حكمة تايلندية».
- أن تشق طريقاً بالابتسامة خير من أن تشقه بالسيف «شكسبير».
- ابتسامة المرأة شعاع تفوق سرعته سرعة الضوء. «كارل ساندبرغ».
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443Twitter: @Hudafalmoajil