تقوم وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية بدور فاعل على الساحة المحلية والعربية والدولية لما توفر لها من قوى بشرية مدربة وتقنية متقدمة. وقد تنامي هذا الدور الرائد في السنوات الأخيرة حيث حققت قفزات جيدة في مجال الصحافة والإذاعة والتلفزيون والمطبوعات. كما نلاحظ هذا الدور أيضا من خلال النشاطات المختلفة لوزارة الإعلام والثقافة المتمثلة في إقامة المعارض المختلفة ومنها على سبيل المثال: معارض الكتب والأسابيع الثقافية والمحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية وغيرها.
وتلعب إدارة المطبوعات العربية في وزارة الإعلام والثقافة دورا مميزا في إثراء المعرفة من خلال استقبال طلبات طبع الكتب العلمية والدينية والأدبية وغيرها من أجل مراجعتها وتقييمها ومن ثم إعطاء فسوحات للباحثين والمختصين لنشرها عبر دور النشر المختلفة في المملكة. وبالتالي تداولها محليا وعربيا من خلال المكتبات ودور النشر ومعارض الكتب وغيرها لتقديمها للقراء لينهلوا من معين العلم والأدب والمعرفة.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الإدارة تساعد الباحثين في عملية إعادة نشر الكتب القديمة كالكتب الدينية وكتب التراث والشعر العامي والقصص الشعبية وغيرها. كما أن لها دورا مهما في عملية إحياء العلوم والفنون من خلال نشر المخطوطات التي ظلت مئات السنين حبيسة على الأرفف وفي الأدراج ومعرضة للتلف والانقراض حتى قيض الله لها بعض الباحثين لتولد من جديد. وقد كانت الإدارة سباقة إلى تسهيل نشر الرسائل العلمية الجامعية كرسائل الماجستير والدكتوراه والأوراق المقدمة للندوات والمؤتمرات التي تعقد داخل المملكة.
ولا شك أن لجهود مدير المطبوعات العربية الأستاذ يوسف بن عبد الرحمن اليوسف دورا مهما في هذه الإدارة حيث لمست هذا عن كثب من خلال تعامله المفعم بالبشاشة والابتسامة والخلق الرفيع. أما عن ممارساته الإدارية فأستطيع أن أقول إنه ينتهج الأسلوب الإداري السهل الممتنع. كما يحرص على اتباع الإجراءات وتنفيذ الأنظمة والتعليمات لكن بدون تعقيد أو تأخير فتراه يطلع على الأعمال ثم يقوم بتوزيعها على فريق العمل معه ويطالبهم بسرعة الإنجاز ودقة التنفيذ.
لقد قدر لي أن أقابل الأستاذ اليوسف عدة مرات في مكتبه بوزارة الإعلام والثقافة حيث حصلت على ثلاثة فسوحات لثلاثة كتب قمت بنشرها في السنوات الأخيرة وكان لا يتوان في خدمة المراجعين والتعامل معهم بأسلوب مهذب ومحاولة مساعدتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا. إنه مؤهل وله من الخبرة والدراية في مجالي الصحافة والمطبوعات بالوزارة ما يجعله أحد المديرين المتميزين التي تزخر بهم وزارة الإعلام والثقافة.
وتجدر الإشارة إلى أنني قد هممت أن أكتب مقالا عن هذه الإدارة منذ ثلاث سنوات عندما صدر كتابي الأول حيث فوجئت بسهولة إجراءات الإدارة لأنني كنت أتوقع أنها تستغرق وقتا طويلا ولكنني آثرت التروي لتكون كتابتي عن تجربة ثرية وحتى لا أقع في الإحراج لأنني كنت أنوي العودة إلى الإدارة مرة أخرى من أجل هذا الغرض. ولا شك أن الأستاذ يوسف اليوسف له دور بارز في هذه الإنجازات فهو يحمل مؤهلا علميا ودورات تدريبية وشارك في عدد من الندوات والمؤتمرات ومعارض الكتب داخل المملكة وخارجها.
وفي نهاية المطاف بقي أن تعرف عزيزي القارئ أنه لا تربطني بالمدير اليوسف علاقة عائلية - وإن كان ذلك يشرفني - لكن تماثل أسماء العوائل في المملكة أمر معروف وشائع حيث ينتمي إلى قبيلة غير القبيلة التي أنتمي إليها ومدينة غير المدينة التي أنتمي إليها أيضا. وبالمناسبة فإن وزارة الإعلام والثقافة وغيرها من الأجهزة الحكومية الأخرى تتوفر بها الكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة على أداء المهام الوظيفية الموكلة لهم بجدارة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
- عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة
Yousefms@ipa.edu.sa