|
الرياض - عوض مانع القحطاني:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس المؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء الحلال والمعرض المصاحب له الذي تنظمه الهيئة العامة للغذاء والدواء ويستمر ثلاثة أيام وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتنتال بالرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد بن أحمد الكنهل وعدد من المسؤولين.
بعدها بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
كلمة د. الكنهل
ثم ألقى الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء كلمة استهلها بقوله تعالى «وكلوا مما رزقناكم حلالاً طيبا»، مشيرا إلى أن هذه الآية الكريمة وغيرها مما ورد في القرآن المطهر والسنة النبوية الشريفة إنما هو تجسيد لعناية الإسلام بالإنسان في مأكله ومشربه، كما هي عناية الإسلام بكل ما يحفظ للإنسان صحته وأمنه وأمانه في نفسه وسكنه.
وأبان أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار توجه قيادة هذه البلاد لرعاية كل ما من شأنه خدمة هذا الدين وبما يتسق وينسجم مع تعاليمه الربانية السمحة.
وقال:» لقد تبنت الهيئة العامة للغذاء والدواء تنظيم هذا المؤتمر العالمي انطلاقاً من مسؤوليتها عن رقابة الأغذية المستوردة، حيث تستورد المملكة الغذاء من أكثر من 150 دولة الأمر الذي يحتم الاهتمام بأن كل ما يرد للمملكة يفي بالمتطلبات الشرعية علاوة على سلامته وجودته».
وأشار إلى ان هذا المؤتمر عُني بالرقابة، وقد تمت دعوة باحثين في مجال علوم وتقنية الأغذية وأطباء بياطرة وغيرهم من العلوم التطبيقية مع علماء مختصين في مختلف الجوانب الشرعية ومختصين من الجهات الرقابية، لافتا النظر إلى أن عدد المشاركين فيه أكثر من 120 مشاركا من خارج المملكة يتداولون أكثر من 60 بحثاً في جميع جوانب الرقابة على الغذاء الحلال من خلال جلسات متخصصة لـ(مواصفات الغذاء الحلال، وشهادات الغذاء الحلال، وتجارب الدول في مراقبة الغذاء الحلال، ومراقبة الغذاء الحلال المواد المضافة وطرق تحليل الأغذية).
وأفاد بأن هناك حلقتي نقاش خصصت احداهما لطرق التدويخ والذبح وخصصت الأخرى للأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية وتقنية النانو والتغيرات الكيمياوية وغيرها بما يعرف بالاستحالة. كما يتزامن مع انعقاد المؤتمر إقامة معرض عالمي متخصص في مجال الأغذية الحلال.
كلمة الغرفة الإسلامية للتجارة
إثر ذلك ألقيت كلمة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة ألقاها محيي الدين أحمد كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على الدعم والرعاية الكريمة لكل جهد في خدمة الإسلام والمسلمين وموافقة المقام السامي على إقامة هذا المؤتمر.
وبين أن الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة بالتعاون ومساندة كل الجهات ذات العلاقة ومنها الهيئة العامة للدواء والغذاء تسعى للمساهمة في تطبيق المعايير الإرشادية ومعايير مواجهات الطعام الحلال وتطبيق المنهجية الخاصة بالمعايير والمواجهات والإجراءات المتعلقة بالجهات التي تمنح شهادات الطعام الحلال، وأن تكون الغرفة هي الجهة التي تعتمد وتصدق على أهلية الجهات التي تصدر شهادات الغذاء الحلال. بعدها شاهد سموه والحضور فيلما وثائقيا عن المؤتمر.
كلمة ضيوف المؤتمر
ثم ألقيت كلمة ضيوف المؤتمر ألقاها نيابة عنهم محمد سعيد من جنوب إفريقيا نوه فيها بأهمية هذا المؤتمر كونه يعالج الرقابة على الغذاء، مشيرا إلى أنه من شأن هذا الاهتمام أن يثري مجالات الغذاء الحلال، رافعا الشكر لخادم الحرمين الشريفين على تنظيم هذا المؤتمر.
كلمة ابن حميد
بعد ذلك ألقى إمام الحرم المكي ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد كلمة بين فيها أن الله سبحانه وتعالى هيأ لعباده الطيبات من الرزق , وامتن بها عليهم , فقال سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } الأعراف32. وقال في وصف نبي الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم - (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث), وقال عز شأنه مخاطبا المؤمنين على جهة الامتنان يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ، مشيرا إلى أن لطيب المطعم آثاره الجلية على صحة المرء وقوته على طاعة الله وعبادته إضافة إلى البركة وأعظم بركته في استجابة الدعاء كما قال صلى الله عليه و سلم: « أطب مطعمك ومشربك تكن مستجاب الدعوة».
وقال:» بين الإسلام الأساس الذي يقوم عليه مبدأ التحريم والتحليل في الأطعمة, وفصّله وبينه بياناً وافياً , مصداقاً لقوله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، لافتا النظر إلى أن الطيبات التي أباحها الشرع هي المطاعم النافعة للأبدان والعقول والأخلاق, كما أن الخبائث هي كل ما يضر الأبدان والعقول والأخلاق.
كلمة الأمير سطام
بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: يسرني ان أرحب بصفوة علماء الأغذية الذين جاءوا إلينا من مختلف دول العالم ليقدموا لنا خلاصة دراساتهم وتجاربهم في علوم الأغذية، وأتطلع إلى أن يصلوا بحول الله بمشاركة علماء الشريعة إلى توصيات تبعث الاطمئنان في نفوس المسلمين على غذائهم وأنه يتصف بشروط الحلال التي فرضها الإسلام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأنا علي يقين بتحقيق ذلك - بإذن الله -. وإن مؤتمركم هذا يلقى اهتماما كبيرا ودعماً من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وختاماً أسال الله لكم التوفيق ولمؤتمركم النجاح وتحقيق أهدافه السامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تكريم رعاة المؤتمر
عقب ذلك كرم سمو أمير منطقة الرياض رعاة المؤتمر.
كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة قدمها لسموه الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء.
وفي الختام افتتح سموه المعرض المصاحب للمؤتمر وتجول في أروقته واستمع إلى شرح مفصل من القائمين على المعرض، حيث يضم المعرض مجالات الغذاء وآخر ما تم التوصل إليه في هذه المجالات.
ويشارك في المعرض عارضون من الهيئات الحكومية والدولية ومن القطاع الخاص يمثلون النشاطات المختلفة لشركات ومصانع الغذاء وشركات أجهزة تحليل الغذاء والهيئات المعنية بالغذاء الحلال على المستوى الوطني والعالمي، كما يشارك في المعرض عدد كبير من العارضين من أكثر من 20 دولة.
حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن بندر ومعالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وعدد من أصحاب المعالي والمهتمين.
تجدر الإشارة إلى أن أهداف المؤتمر تتمثل في التعريف بمفهوم الغذاء الحلال ومتطلباته من منظور شرعي، والتعريف بالجوانب الفنية والاقتصادية للغذاء الحلال في ظل زيادة الطلب عليه في جميع أنحاء العالم، وتوثيق الصلة وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية الرقابية على الغذاء والجهات الأهلية على المستوى الإقليمي والعالمي بهدف تبادل المعلومات ونقل الخبرات وتسهيل التبادل التجاري، وكذلك تبادل الخبرات في مجال الرقابة والإشراف على الغذاء الحلال، والتعرف على التقنيات العلمية الحديثة المتعلقة بطرق التحليل للكشف عن المواد المحرمة في الأغذية التي تحمل شعار «حلال».
وتسلط الجلسات الرئيسية الضوء على حلّية المواد المضافة للغذاء، طرق تحليل الغذاء الحلال، مراقبة الغذاء الحلال، مواصفات الغذاء الحلال، شهادات الحلال، تجارب الدول في مراقبة الغذاء الحلال، فضلاً عن حلقتي النقاش الأولى «طرق التدويخ والذبح» والثانية «والاستحالة في الأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية وتقنية النانو والتغيرات الكيمياوية».