هذا هو الهلال, له في كل عام مقام, وفي كل موسم حصاد, عيّروه باختياره المتقن للأجانب فكان الرد بطولة جديدة متجددة بنكهة مختلفة لها بصمة مميزة بأدوات متطورة وقوى وطنية سعودية صاعدة مبهرة, هي بمعانيها ومدلولاتها أبلغ وأثمن وأكبر من مجرد بطولة تحمل الرقم (53), هي بطولة نجوم أضافوا للهلال امتداد عطاء وللكرة السعودية بارقة أمل ولمصنع الزعيم العريق شهادة جودة وبراءة اختراع..
تاريخياً وللهلال مع التاريخ قصة عشق مدهشة ولغة أرقام صادقة منصفة, تأتي هذه البطولة لتمنحه مجدداً أولوية ارتباطها باسم سمو ولي العهد الأمين نايف الأمن والأمان, أما إدارياً فمن حق الأمير الباذل والرئيس الحضاري عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الخبير الأمير نواف بن سعد والمدير الشهير سامي الجابر من حقهم مع بقية الأجهزة الإدارية والفنية أن يتذوقوا طعم بطولة تُثمن جهودهم وسلامة تخطيطهم وبراعة إدارتهم لأزماتهم الفنية والعناصرية التي لو تعرض لها فريق آخر لابتعد عن المنافسة على أسهل البطولات فما بالكم وهو يحرز واحدة من أصعبها وأغلاها..
مرة أخرى ها هو الهلال يرسم لنا ملمحاً جميلاً واضحاً ومفهوماً لخارطة طريق الوصول إلى قمته واكتشاف كنوز ذهبه وأسرار بطولاته..
بادرة خير للأخضر
بسبب ما أفرزته الصراعات والأجواء المشحونة في السنوات الأخيرة كدنا ننسى أن للرياضة وللكرة تحديداً وجوهاً أخرى مشرقة, وأدواراً ثقافية واجتماعية وإنسانية مهمة, وشخصياً لم أتصور في ظل ما يدور حالياً أن هذه السمات الجميلة ستعود للواجهة حتى جاء المؤتمر الصحفي للمدرب ريكارد الذي عُقد في مقر جمعية الأطفال المعوقين وأعلن فيه القائمة المرشحة لتمثيل منتخب الوطن وارتداء القميص الأخضر في المباراة المصيرية الحاسمة أمام أستراليا في التاسع والعشرين من فبراير الجاري, كانت بحق وفي نظر الكثيرين خطوة رائعة ورائدة كان لها الأثر الإيجابي النفسي والمعنوي على أطفال الجمعية وكذلك على شكل ومضمون ومشوار الأخضر في الأيام الصعبة المقبلة..
ما حدث في جمعية الأطفال المعوقين وتناقلته وتفاعلت معه معظم وسائل الإعلام يُعد تجسيداً حقيقياً وتأكيداً عملياً لما هو مفترض أن تقوم به وتسعى إليه الرياضة عبر نجومها ومنافساتها وألقابها وأهدافها, وإذا كنا دائما نتذمر ونتألم ونتخوف من ممارسات ومشاحنات أساءت للرياضة وشوهت صورتها أمام فئات وأطياف المجتمع, فإننا في المقابل لا بد أن نفرح ونبتهج بهذا الموقف, ونمتدح ونشكر كل من خطط وفكر وساهم وشارك في تنفيذه والإشاده به والتعليق عليه إعلامياً..
كل ما نتمناه ونتطلع إليه في هذه الظروف الحرجة والحساسة أن نستوعب حقيقة وأصداء هذه المبادرة, وننطلق من خلالها إلى مرحلة رياضية وإعلامية وجماهيرية جديدة تنشر الخير والحب والتسامح بدلاً من الشر والحقد والكراهية, وعندها سيتحقق لنا وللمجتمع وللوطن بكل مكوناته ومجالاته التطور والتفوق والتألق والإبداع..
محال نتطور بلا مال
- شدّني التحقيق الواسع والشامل الذي أجراه الزميل المتخصص خالد الدوس في الجزيرة الأسبوع الماضي مع مجموعة من المعنيين والمهتمين فيما يتعلق بالتنظيم المالي وأهمية الرقابة على إيرادات ومصروفات ما ينفق في الأندية وقطاعات وأجهزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوجه عام, وشدتني أكثر توصيات التحقيق, والتي أكدت في مجملها أن لدينا خللاً كبيراً في كيفية إدارة واستثمار الأموال..
- اليوم نسمع عن جملة تغييرات في جهاز الرئاسة والاتحادات واللجان الرياضية من أجل النهوض بالحركة الرياضية السعودية, وهي بالتأكيد خطوة مهمة وضرورية لكنها في تقديري لن تكون مجدية ولن تحقق رغبة سمو الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل في التجديد والتغيير نحو الأفضل إلا في حالة تزامنها مع تنظيمات وإجراءات مالية تكفل لها وللقائمين عليها العمل وسط ظروف محفزة صحية ومنضبطة, وسأعطيكم مثالاً على ذلك تراجع لجنة الاحتراف عن تطبيق شرط المخالصة المالية للأندية الراغبة في تسجيل لاعبين جدد في فترة الانتقال الأخيرة, وبسبب الفوضى المالية لدى بعض الأندية من جهة وتخلي اتحاد الكرة عن دفع مستحقات الأندية في الوقت المحدد من الجهة الأخرى, نجد أن اللجنة بقرارها هذا لم تخالف تعليماتها وتضعف قرارتها بنفسها فحسب وإنما ضربت بمصالح وحقوق اللاعبين والأندية المتضررة عرض الحائط, كما أنها عالجت المشكلة بخطأ أسوأ وأخطر, وبالطبع هذا كله يعود إلى ما ذكرناه عن الخلل المالي..
- قبل أيام فاجأني رئيس نادي الطائي الصديق خالد الباتع بمعلومة مزعجة أكد فيها أن ناديه وأندية الدرجة الأولى جميعها لم تتسلم طيلة هذا الموسم غير ما يقارب ثلاثمائة ألف ريال تمثل الدفعة الثانية من إعانة احتراف الموسم الماضي, ويضيف لدينا 20 لاعباً محترفاً ومعدل مصروفاتنا الشهرية يتجاوز أربعمائة ألف ريال في الظروف العادية..
ما قاله رئيس الطائي يسري على جميع أندية الدرجة الأولى وبمعاناة أقل على فرق الدرجة الثانية والثالثة, لا بل وحتى على الكثير من فرق دوري زين, هنا أتساءل: كيف ننشد تطوراً رياضياً بهكذا فوضى مالية عارمة وبإنفاق حكومي محدود ويتناقص موسماً بعد آخر؟ ما قيمة الانتخابات واللجان والاتحادات وأيضاً اللوائح والأنظمة بدون آليات مالية وميزانيات واضحة وكافية؟ أين إعانات النقل التلفزيوني؟ ولماذا لا تصرف إعانات الاحتراف في وقتها؟ لماذا انخفضت في عز نمو وارتفاع ميزانية الدولة وبقدر مغاير تماماً عما كانت تنعم به الأندية في سنوات الميزانيات المتواضعة وفي أيام لم تكن مصروفات ومتطلبات والتزامات الأندية تعادل 10% مما هي عليه الآن؟
-حينما أثنى المذيع المتألق عبد الرحمن الدحيم بعد النهائي على مواقف الأمير عبد الرحمن بن مساعد الإنسانية والمبادرات الهلالية الداعمة للمؤسسات والجمعيات الخيرية كان تعليق الأمير مختصراً ومعبراً بقوله: لهذا الله موفقنا وميسر لنا..
- خسر الاتفاق بطولة غالية كان قريباً منها لكنه كسب احترام وتعاطف وإعجاب الجميع بمختلف انتماءاتهم وفي مقدمتهم الهلاليون أنفسهم.. وبالمناسبة أرجو أن لا تؤثر هذه الخسارة على طموحات الاتفاقيين وعلى استقرار الفريق وثقة الجماهير بمدربه وإدارته ولاعبيه..
- لأنه سامي الجابر البارع لاعباً وإدارياً ومدرباً, والنجم الذي تحمّل أشكال وألوان الإساءات منذ بزوغ نجمه وحتى يومنا الراهن, كنت أتمنى منه أن لا يلتفت ولا يهتم باستفزازات ومغالطات المدرب دول..
- قديماً وحديثاً, هنا وفي شرق الأرض وغربها لا أظن أن هنالك من يجاري الهلاليين في تواضعهم عند الفوز..
abajlan@hotmail.com