إذا اعتبرنا أن الكلمة الطيبة تغلق باب الكره، وتفتح باب المودة والمحبة بين الناس، فإننا لا بد أن نعتبر أن الكلمة غير الطيبة تفعل عكس ذلك تماماً؟ من هنا فإن المجتمع بأسره مدعو إلى التعامل مع الكلمة الطيبة التي تمثل النوايا الحسنة والأهداف النبيلة والغايات السامية.
إنها كلمة الحق التي تمثل بقيمتها ومكانتها كل الوسائل المشروعة التي تبعد بصاحبها عن أدران التباغض والتجافي والتباعد؛ لأن الفرد الصالح بإمكانه إصلاح المجتمع من خلال الكلمة الصادقة الصادرة من قلب يحب الخير، ويعمل من أجله، رافضاً للشر، ويعمل من أجل إزالته.
يدرك الإنسان الواعي أنه لا بد أن يعترف بفلسفة الكلمة واعتبارها ضرباً من ضروب المعرفة، والاعتراف بها كأداة مهمة في إسعاد البشرية! إنه من المؤسف حقاً انتشار الكلمات الكثيرة والخطيرة والمثيرة في كل الساحات العلمية والثقافية والفنية والرياضية، وأصبحت هذه الكلمات تمثل عاملاً من عوامل التفريق بين أبناء الجلد الواحد، ولم نعد نسمع في كثير من الأحيان إلا الكلمات الملونة التي لا تحمل أي صبغة عقلانية بل تحمل لهجة خشنة ترقى في مجملها إلى التشكيك والتخوين والتكفير والاستعداء والتعصب بعيداً عن الحق والشعور بالمسؤولية؟
إننا نطالب الجميع بتلمس الحقيقة وصولاً إلى الصدق وإطلاق الكلمات المحببة للنفوس التي تجمع ولا تفرق، وقد تعلمنا من نبيِّنا صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا بد أن يقول خيراً أو يصمت، وهذه الحكمة لا بد أن نعتبرها قطعة من صميم التاريخ الإنساني. فهل نعود إلى الصواب ونتحاور ونتخاطب بكلمات واضحة ملؤها الحب والاحترام المتبادل؛ وبالتالي الوصول إلى الغايات النبيلة، وهي وحدة الصف والإيمان بأن اللطف والتراحم مطلب مهم في الحياة، وندرك أن الكلمة الطيبة صدقة..؟