هل إن أغلب أجهزة الكومبيوتر المرتبطة بالإنترنت في العالم تحمل برامج خفية تستطيع عبرها جهات ما التجسس على مُستخدمي هذه الأجهزة، أثناء تصفّحهم الشبكة العنكبوتية؟
خبراء المعلوماتية في الولايات المتحدة يؤكدون أن التجسس على مُتصفّحي الإنترنت بات بدهيا، على الأقل عبر إعلانات الشركات التجارية التي تتحكّم في الشبكة. معظم الشركات الأمريكية المتخصصة بتقديم خدمات الإنترنت تصرّ على أنها لم تعد محتاجة إلى التأكد أكثر من ازدحام أجهزة مستخدمي الإنترنت ببرامج التجسس، لأن أكثر الدراسات التي أجرتها كشفت النقاب عن «مجتمع إنترنتي عالمي» محكوم بألاعيب شركات لا تلتزم القوانين.
انتشار برامج التجسس في أجهزة مستخدمي الإنترنت، يعني تسرّب معلومات عنهم إلى شركات تجارية، إضافة إلى أجهزة استخبارات.
تستغرب شركة أمريكية متخصصة بالأبحاث المعلوماتية عدم وعي مستخدمي الإنترنت في العالم، لأخطار تسرّب ملفاتهم أو أسرار سلوكياتهم المعلوماتية (مثل تصفّح الإنترنت، ملفات الكومبيوتر، البريد الإلكتروني) على حياتهم الخاصة.
دراسة أمريكية رصدت حوالي ستين مليون إنموذج من برامج التجسس على مستخدمي الإنترنت، إضافة إلى برامج مُلحقة يتم إسقاطها اوتوماتيكيا من الشبكة العنكبوتية.
المُكوّنات التجسسية للبرامج تلعب دوراً أساسياً في تتبّع خطوات مُستخدم الإنترنت، خطوة فخطوة، مع رصد المواقع التي يزورها في الأوقات التي يختارها وفترة البقاء عند كل موقع، وتحديد هوية الجهاز لمعرفة الدولة التي ينتمي إليها المستخدم.
أما الغاية من وراء هذه الممارسات التجسسية، فهي - على الأقل - توفير معلومات إحصائية، ومن ثم بيعها بمبالغ كبيرة لجهات معنية بهذه المعلومات، تبني عليها خططا تسويقية، أو تجري عنها دراسات مسحية.
سارعت شركات أمريكية إلى إنتاج برامج تدّعي أنها مضادة لبرامج التجسس، لكنها، حتى الآن، لم تثبت فاعليتها.
برامج التجسس على مُتصفّحي الشبكة العنكبوتية، هي الأنياب العابرة للقارات. هي الأنانيات العابرة للقارات.
Zuhdi.alfateh@gmail.com