بعد أن تلقت هيئة مكافحة الفساد بلاغاً من وزارة الصحة عن المرتشي الذي كان سيتورط في رشوة قدرها مليون ونصف ريال، مقابل السكوت عن أخطاء فنية في أحد المشاريع، يصل عدد بلاغات الوزارة إلى بلاغين هامين، البلاغ الآخر كانت الهيئة قد تلقته من الوزارة، بعد أن تورط مسؤول فيها بتهريب أدوية ولقاحات وبيعها لصالحه. وإذا استمر الوضع على هذه الوتيرة، وصار لا أحد يبلغ إلاَّ وزارة الصحة، فإن الأمر سيكون محيراً ومثيراً للتساؤل:
- أليس هناك فساد إلاَّ في وزارة الصحة؟! ألا يسرق أحد، إلا من مستودعات وزارة الصحة؟! ألا يرشي أحد إلاَّ مقاولي وزارة الصحة؟!
لا أظن أن بقية الوزارات ستصدق هذا الكلام. لا أظنها ستعتبر نفسها خالية من دسم الفساد مئة بالمئة! لا بد، لكي لا تكون وزارة الصحة هي وزارة الفساد الوحيدة، أن تبدأ بقية الوزراء بالعمل الجاد والمكثف والمتواصل، في محاولة للسير بنفس الطريق، والالتزام بنفس الشجاعة. فالناس لن تصدق أن كل وزاراتنا، ليس فيها فساد واحد، أو حتى نصف أو ربع فساد!!
إن الوزراء اليوم في مواجهة حقيقية مع الصدق والشفافية والجرأة، وربما الحكمة والذكاء. فإن يتحركوا أفضل من أن يُتحرك أحد عليهم!