المرأة في بلادي ستدخل (قريباً) وزارة العدل، لا (كمدعية) أو( مدعى عليها) هذه المرة..! بل كمحقة للحق, ومساهمه في الإصلاح والتوفيق، لكون أحد أطراف كل (قضية نزاع) بين زوجين (امرأة)، ولدينا من (الحقوقيات السعوديات) منهن جديرات بالقيام بمهام عظيمة لحل هذه المشاكل والتوفيق بين الزوجين، هؤلاء النساء سيصبحن موظفات عدل سعوديات..! الأمر لن يتوقف عند هذا الحد..؟!
بل إن خريجات (القانون السعوديات) سيستفاد منهن كذلك في هيئة التحقيق والادعاء العام، حيث تدرس الهيئة تخصيص وظائف نسائية في قطاع التحقيقات، في وقت وفرت فيه عدداً من الوظائف النسائية..!
طبعاً هذه الخطوات الرائعة (للحقوقيات السعوديات)، أعلنت خلال (ملتقى المحامين السابع) بجدة (يوم أمس الأول)، وهي أخبار (سارة جداً) تؤكّد أهمية مشاركة المرأة في (الحياة التنموية) السعودية، وإيماناً بقدرتها في إحقاق الحق وإنصاف العدل.
نحن نرتقب خطوات مماثلة من (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) للاستعانة (بالمرأة السعودية) وفتح المجال أمامها للقيام بدور الحسبة، ففي ظني أن الأمر بات ملحاً، خصوصاً مع حاجة فرق الحسبة الميدانية في الأسواق والمنتزهات وغيرها إلى التخاطب مع النساء والتفتيش ونحوه، كما حدث الأسبوع الماضي عندما ادّعت إحدى الأسر الاعتداء عليها من فرقة الهيئة..؟! فلو كان هناك (محتسبة) لتعاملت مع النساء بما يجب..!
عموم النصوص الشرعية لم تفرّق في خطابها بين (الرجل والمرأة) فيما يخص الحسبة، والتاريخ يحمل لنا أن المرأة شاركت في عهد (عمر رضي الله عنه) في الحسبة، وفي عصرنا الحالي نرى وزارات ومؤسسات كثيرة، فتحت المجال أمام المرأة للمشاركة في الحياة العامة والأمنية وفق الضابط الشرعي، كالجوازات وسلاح الحدود والسجون وغيرها، حتى تلك الصورة المشرّفة للتفتيش وتنظيم الدخول والجلوس في الحرمين الشريفين من قِبل منسوبات (الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي) والتي تعكس حجم إيماننا بقدرة المرأة السعودية وكفاءتها متى ما منحت الفرصة الكافية.
ولنا في الخطوة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين بالسماح للمرأه بالمشاركة في مجلس الشورى كعضوة وفي انتخابات المجالس البلدية كمرشحة وناخبة خير دليل وقدوة.
فما المانع من وجود (المرأة المحتسبة) طالما أن الحاجة قائمة والمصلحة تتطلب ذلك، فلنعطها الثقة ولتقم بدورها, وخصوصاً أن المسألة خلافية واجتهادية, فغيرنا يناديها اليوم (بسيدتي القاضية)..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net