حديث الجميع هو المهرجان الوطني للتراث والثقافة لكل الأسباب المشرِّفة مجتمعة ولعلني أجتزئ منها بعض ما يدور هذه الأيام من جانب آخر وهو (اعتزاز جميع أبناء الوطن حاضرة وبادية) بهذا المهرجان الذي هو نتاج (الوطن وأبنائه) فليس فيه (حضارة مستوردة لتاريخ وشعوب أخرى ندعي أنها حضارتنا وتاريخنا، كذلك هو مهرجان لم يقم على (توجهات ضبابية في غاياتها وأهدافها) أيضاً هو مهرجان (أرفع شأناً وأبعد غاية وأنبل أهدافاً وأعظم قيمة حقيقية من (التكريس للعصبيات أو الأرقام المادية التي لا تضيف لفكر وحضارة وتاريخ الشعوب ما يمكن تخليده وتوثيقه في سجل إنجازاتها الحقيقية) كذلك هو برنامج (رسمي ووطني) تحت مظلة الحرس الوطني وهذا بحد ذاته سبب لاحترام رسميته وغطاء الدولة أعزها الله لنشاطاته في كل عام حيث تسجِّل نجاحاتها للعام السابع والعشرين كما سجلته لست وعشرين عاماً ماضية وستسجله بإذن الله ومشيئته لأعوام لاحقة كما سجلته لهذا العام والأعوام الماضية، كذلك فإن المهرجان يبعث على اعتزاز الأجيال بأسلافهم الذين جبلت أنفسهم على الإباء والكرامة وعزة النفس ومكارم الأخلاق رغم شظف العيش وهذا معدن المواطن السعودي الشهم الذي لا تغيِّر معدنه الأصيل الحياة بتقلبات ظروفها لأن أبناء كل جيل منه هم أبناء وأحفاد من سبقوهم يقول الشاعر الياس فرحات:
حياةُ مشقَّاتٍ ولكِنْ لِبُعْدِها
عنِ الذُّل تصْفُو لِلأبِيِّ وتعْذُبُ
بدليل انتقال كل القيم والعادات الكريمة إلى الأجيال السعودية اللاحقة من الأجيال السابقة رغم اختلاف مستوى المعيشة ورغد العيش، أدام الله على الجميع والوطن الغالي نعمة الأمن والخير في ظل الله ثم ظل ولاة الأمر الكرام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز أطال الله عمرهما وأدام عزهما.
وقفة للشاعر عبدالله اللويحان رحمه الله:
الطيب يخلق مع قلوب الرجاجيل
ماهوب في (بنك التجاره) تجاره
والرزق من عند الولي بالتساهيل
ماهوب بالقوه ولا بالشطاره
من عاش في حيله وكذب وتهاويل
يا سرع من عقب الطلوع انحداره
والطبع ما ينزال غيره بتبديل
مثل (الجدي) مرساه ليله نهاره
والحنظلة لو هي على شاطئ (النيل)
زادت مرارتها القديمه مراره
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com