تعانقت المملكتان السعودية والمغربية في مناسبة ثقافية فكرية، حضرت فيها المملكة بمنتجها الفكري ومنجزها الثقافي وإنسانها المبدع؛ سواء ذاك الذي شارك في الندوات والمحاضرات والأمسيات أو من نظم للمعرض وساهم في إنجاحه حيث شهد لجناح المملكة العربية السعودية ضيف شرف معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب بالنجاح والتميز والحضور الطاغي وسط كوكبة من الأجنحة الأخرى العربية والأجنبية كذلك.
عزيزي القارئ: أين تراني قد أصحبك: هل إلى الدار البيضاء حيث جناح المملكة في المعرض.. جناح الطفل فيه الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وقد امتلأ بأطفال المغرب الذين بهرهم الترتيب والنشاطات المقامة فيه، أم آخذك إلى ركن الندوات التي حاضر فيها عدد من المبدعين وشاركهم فيها إخوتهم من المبدعين المغاربة أبرزهم العلامة عبدالهادي التازي، أم إلى مجسمات الحرمين الشريفين ثم ركن اللوحات التشكيلية التي حضر معها فنانوها في أروقة الجناح، أو أصحبك إلى الرباط العاصمة الإدارية للمملكة المغربية؛ حيث التقى معالي نائب وزير التعليم العالي د. أحمد السيف بالطلاب السعوديين في لقاء أبوي لم يسبق لي أن شهدت ما يشبهه، بحنو الأب وحزم الحريص وتوجيه المربي واستماع المهتم المنصت، كان هذا اللقاء الذي حرص على ترتيبه الملحق الثقافي الدكتور ناصر البراق من الأهمية في لقاء المسؤول بالمبتعث وفتح نوافذ الحوار معه، ولعل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من أهم البرامج التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي، وكان السيف بحزم المسؤول بت في أمور كثيرة وأعطى مهلة لأمور أخرى بحيث لا يتجاوز تنفيذها الأسبوعين ولا عجب أن نشهد هذه الفعالية في الملحقية السعودية التي نظمت عشرات الندوات والأمسيات في مقرها لمبدعين مغاربة وسعوديين وعرب، وقد كان السبق لها كذلك في العثور على مخطوطة إذاعية ألمانية تخص الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
سأصحبك أيها القارئ العزيز إلى مقر إقامة سفير المملكة العربية السعودية حيث هو موقع مميز بين الإقامات الأخرى، لا يدهشك أن ترى التراث المغربي يتجلى في عمارته وتصميمه مع بعض أبرز الملامح التراثية للمملكة، حيث دعا سفير خادم الحرمين الشريفين معالي د. محمد البشر (الذي أتشرف بمجاورته في هذه الصفحة في الحبيبة الجزيرة ) بهذه المناسبة كوكبة من معالي الوزراء في المملكة المغربية وسعادة السفراء ومعالي مديري الجامعات والوفد السعودي الذي ترأسه الدكتور السيف.
كان وراء العشاء فرصة مهمة لتبادل الآراء والأفكار والتعارف المطلوب بين بلدين تمتد بينهما جسور المحبة وقد جمع السفير بين حقيبتين: الحقيبة الدبلوماسية والأخرى التاريخية التي تجلت في مؤلفاته: مباهج الأندلس ومآسيه.
الكثير ما لا أستطيع حصره في هذا المجال ولعل شغفي بهذا المشهد البديع ما قد يحملني لأثقل عليك قارئي العزيز، لكن لك أن تتابع ما كان عبر الإعلام السعودي الذي حقق رسالته أن يكون قناة بين النشطات الثقافية وأنت.
ستحملني النوارس المقيمة قرب المحيط في جارة الأندلس (المملكة المغربية) أن أسكب أوردة القلب في قصيدة من حبره، سأنتظر إذا سلطان الشعر أن يحضر.
mysoonabubaker@yahoo.com