أيها المسافر لمساحات الأمل
هل تذكر تلك النسمات التي أودعتنا مدن الحلم
فحلق من خلالها الإحساس
وانتشى لها المطر
وأزهرت بها كل لحظات العمر
أتذكر كيف استباح جنونك دفء وقتي
وسرقت مني قلبي
الذي غمره سحرك
فأصبح يرفض قيودي
ولا يود التحليق إلا في آفاقك
ولا يسر إلا بالارتباط بك
ولا تتدفق شلالاته إلا حينما تداعبني نسائمك
ويحيطني موجك الغامر
الذي يبعثرني.. ويبدد حيرتي
ويشكل كل زوايا أنسي
ويشعل قناديل لهفتي
فلا يترنم إلا لك
ولا يرقص فرحا إلا معك
ولا يسعد إلا بجوارك
ولا ينتشي إلا حينما تنثال كل همساتك
التي تودعني أجمل سجن.
يا من علمني متعة الفرح
وروعة الانتشاء
وجنون البهجة
وغمرني بكل إحساس دافئ،
فمعك تتدفق كل أنهار الود
ويغشى دقائقي السرور
وتهب نسائم الأشواق
لأسافر لك عنوة
صوب واحاتك التي يزهر فيها الأمل
ويرقص فيها سحاب الود
وتهمس البلابل بأروع تغريد
فأنسى نفسي
بسبب حصارك المبهج لي
والذي يدفعني لأن استظل بفيئك
أبحث عن دفء إحساسك
وعن سحر نسائمك
وعن ساعاتك المتوشحة بالإشراق
وعن أيامك المترعة بالدهشة
وعن سر الفرح الذي يحتويك.