* زيد... عليك رحمات الله... بأي حرف تُرثى... بأي كلمة تُؤبن... وأي دمعة توازي الفقد... وبأي شيء يخفف اللوعة أكتبه... لا شيء... لا شيء... سوى دمعة حرّى... ووجع ضاقت به الدنيا...
* هو الموت... الفراق الأبدي... لا لقاء... كنت بين ظهرانينا إشراقة... كنت بيننا صباحاً جميلاً... كنت بيننا نبتة غضة... سرقتك يد المنون من بيننا.. كنت فجيعتنا.. في صباحنا... وكنت لوعتنا وحزننا حين لملمت الشمس ازارها وواريناك الثرى... أودعناك تربتك... وخطونا عنك... في لحظة تسمّرت الأقدام... خارت القوى.. وانهمرت الدموع... من يغادر قبل من؟؟؟ من يقوى على مغادرة المقبرة... ومن يعزي من؟؟ نعزي أباك.. المفجوع!! نعزي أنفسنا بك.. يا لوعة الرحيل... يا كبر الفجيعة وكبر الهم....
* في لحظة الفقد... نتجرع المرارات ونكتسي الوجع وتثقلنا الهموم.
يحط علينا طائره فجأة... يقتل ابتسامة للأمل... غرسناها.. انتظاراً لفرح قد يأتي... يميت الأزهار في قلوبنا والضحكة من على شفاهنا.
* يحاصرنا الفقد... ينتزع منا الأحبة... واحداً تلو الآخر... نمتثل لأمر الله... ونحتسب..
يحاصرنا الفقد... يفجعنا الموت بأعز الناس... ينتزعهم من بين ظهرانينا... نقف وقد تلبسنا الوجوم... يأتينا فجأة... فتصفعنا الفجيعة.
* يغيّب الموت أحبة... فيغيب الصوت وتغيب الصورة... ويتلاشى الحضور.
تشبّعنا باللوعة... وتلبّسنا الأسى... وانغمست في دواخلنا المرارة...
) الموت... ينتزع منا شجيرات مخضرة... غضة... فسائل تستقبل الحياة كضحكة الفجر... ليغتالها الحديد والأسود... فتنشب اللوعة أنيابها في قلوبنا... في جوارحنا.. في دموع تهطل كالوبل... وآآآهات تضيق بها فضاءاتنا.
* زيد.... أبكيك يا إشراقة الفرح التي انطفأت... يا بهجة الصباح التي لن تطل علينا... يا ضحكة السنابل التي لن تحصد... يا براءة اختطفتها يد المنون... في غفلة من الأيام.
* أي حرف هو يبكيك... أي كلمة هي ترثيك... أي دمعة سالت هي ملتاعة عليك.
* يا زيد...أيها النبتة الغضة التي عصف بها الموت يا شمعة ضوء أطفأها هادم اللذات ومفرق الجماعات... إنه الفقد... يا زيد
عزائي لأبيك المفجوع بك ولأمك الباكية المحتسبة ولأشقائك وأهلك... قد أبكاني رحيلك ولاعني فراقك وأدمى قلبي انطفاء ضوئك.
لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل... إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .