انتهت في شهر يناير الحالي انتخابات هيئة المهندسين وقد دخل العديد من الأعضاء الجدد في في المجلس الجديد نسأل الله لهم التوفيق في مهمتهم القادمة. ويوجد في المملكة حوالي 30 ألفاً من المنتمين للمهن الهندسية من السعوديين منهم ما يزيد عن 16 ألف مهندس مسجلين لدى الهيئة السعودية للمهندسين وأكثر من 6 آلاف مسددين لاشتراكاتهم أو رسوم عضويتهم ممن يجوز لهم التصويت في الانتخابات. وقد شارك في التصويت في الانتخابات الماضية حوالي 1680 ناخباً مما سبق ذكره وذلك يعادل حوالي 26% من المسددين أو 10% من المسجلين والذين يمثلون القاعدة الانتخابية في مثل هذه الحالة. وهذه نقطة مهمة تمثل ضعف المشاركة في هذه الانتخابات فإذا كان 90 % من المسجلين لدى الهيئة لم يشاركوا في هذه الانتخابات إما لعدم التسديد أو لعدم الحضور لمراكز الاقتراع أو لكلا السببين فإن على المسؤولين في الهيئة بذل المزيد من الجهود لتشجيع المشاركات المستقبلية وعلاج أي معوقات ساهمت في ضعف تلك المشاركة. حيث إن تلك النسب لا تتماشى مع المقاييس الانتخابية المأمولة ومن المهم تداركها في الانتخابات القادمة ومعالجة أسبابها.
وقد كان للمنطقة الشرقية دور كبير ومؤثر في هذه الانتخابات حيث حصل حوالي 70% من المرشحين (أي سبعة أعضاء من أصل عشرة أعضاء يمثلون المجلس الجديد) على نصف أصواتهم أو أكثر من المنطقة الشرقية. وهذا يمثل الثقل الكبير التي تمثله تلك المنطقة وما فيها من شركات وقطاعات مؤثرة. ولقد تمت الانتخابات بطريقة منظمة وجيدة تعبر عن الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا المجال حيث تم التصويت إلكترونياً وورقياً لتسهيل حسابات النتائج بطريقة سريعة وملائمة. وقد تم تسجيل طعون على هذه الانتخابات وهو أمر يمكن حدوثه في مثل هذه الفعاليات.
ويلاحظ على جميع الانتخابات السابقة (الدورات الثلاث الماضية) نقطتين مؤثرتين: الأولى هي قدرة بعض المرشحين على الحصول على قواعد المعلومات مثل أرقام جوالات الناخبين مما سهل تواصلهم مع جميع الناخبين والنقطة الثانية هي عدم تفاعل العديد من الجهات والشركات العامة بتسجيل مهندسيها والتسديد عنهم للمشاركة في الانتخابات مما نتج عنه عدم توازن في المشاركة الانتخابية. وقد يكون مناسباً إلزام جميع الجهات العامة بتسديد رسوم العضوية عن مهندسيها أو حذف متطلب التسديد عن الجميع لتشجيع جميع الأعضاء المسجلين لدى الهيئة في المشاركة الانتخابية. والمطلوب من المجلس القادم بذل كل الجهد لتلافي جميع السلبيات السابقة وتشجيع المشاركة الفعالة لجميع المنتمين لهذه الهيئة بحيث يكون عدد المشاركين الفعليين في أي انتخابات قادمة مناسباً من الناحية الاننخابية. وختاماً نتمنى لأعضاء المجلس الجدد التوفيق والسداد في مهمتم الجديدة وتحقيق ثقة الناخبين فيهم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.