ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 17/02/2012/2012 Issue 14386

 14386 الجمعة 25 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

أبو العريف ملك التخاريف
شريف الأتربي

رجوع

 

مع زيادة عدد القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهر على الساحة أشخاص كثيرون لم نكن نسمع بهم أو نعرف عنهم شيئاً، ولكنهم خرجوا فجأة وهجموا على أسماعنا وأبصارنا وأفكارنا كهجوم التتار أو أشد بأساً، وتراهم يتنقلون بين هذه الوسائل المختلفة والمتعددة متقمصين شخصية أبي العريف ملك التخاريف، الذي لا يمنعه مانع ولا يحبسه حابس عن الإفتاء بغير علم والصدح بما لا يملك والذم في كل من يخالفونه في الرأي. وحين يُسأل في إحدى هذه الوسائل عن مسألة معينة لا يخرج قوله عن: «بالنظر إلى لب الموضوع وأسسه واتجاهاته وأسبابه يمكننا أن نضعه في إطاره الصحيح و....» إلخ من الكلام المرسل الذي لا فائدة منه سوى إزعاج آذاننا وتشتيت أذهاننا في محاولة لفهم ما يصدح به من قول. ولقد أصبح لقب خبير يلصق بمن لا يستحق، فليس كل من عمل في وظيفة ما لفترة معينة طالت أو قصرت هو خبير بها، فهناك الكثيرون الذين يشغلون أعلى المناصب ويدخلون إليها ويخرجون منها على مقولة إخواننا في مصر «يا مولاي كما خلقتني»، أي لا يفقه شيئاً مما عمله. وللأسف، فإن كثيراً من المستمعين إلى هؤلاء العراريف (جمع أبي العريف مثلاً) يتبنون أقوالهم ولا أقول نظرياتهم وتفسيراتهم، فهم لا يملكون القدرة على إيضاح أو تفسير أي حدث سوى بقول المؤامرة والتخطيط والتمويل الخارجي إلى غيرها من الأقوال المرسلة التي لا طائل من ورائها سوى إضاعة وقت المشاهد. ويزداد ظهور هذه الفئة من الناس بكثير هذه الأيام مع ما يحدث من تغيرات على الساحة السياسية في كثير من الدول العربية، والأفكه أنه ما أن يقع حدث معين إلا وتجد هؤلاء الأشخاص قد انتشروا على وسائل الإعلام بأسرع من سرعة الضوء، وما أن يأخذ أحدهم بناصية الحديث إلا ويرغي ويزبد ويصيح ويصرخ بما لا يُسمع ولا يُنطق وكأنه هو من دبر وفكر ونفذ ما حدث.

ومما يؤسف له أن يشارك أبا العريف أبو عريف آخر أو أم عريف (مذيع أو مذيعة) اللذان تسند إليهما مهمة تقديم الحلقة، فما أن يبدأ أبو العريف الخبير في الحكي والرغي إلا ونجد هناك مقاطعة أو مداخلة من المذيع أو المذيعة لا هدف منها سوى إثبات وجودهما في الأستوديو. ورغم ذلك لا تزال هناك الكثير من القنوات التي تحترم عقلية المشاهد وتستقطب من المتخصصين في مجالهم العالمين ببواطن الأمور المتحدثين بما يُعقل ويُفهم ويصل إلى عقل المشاهد قبل آذانه بكل سهولة ويسر. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة