خلال عقد من الزمان يكون النظام التونسي قد أخذ شكله الإسلامي الوسطي، تحكمه المؤسسات المدنية، شبيها للنظام التركي بجوانب كثيرة، ولكن بهوية تونسية إسلامية، والنظام المصري أيضاً لن يقل نضوجاً عن النظام التونسي ولكن بصبغة سياسية، ظاهرياً متمثلة في الأحزاب السياسية المعتدلة، ولكن باطنياً مسيطر عليه (الإخوان المسلمين) مما سيجعل المناخ السياسي مناسباً لظاهرة اللوبي الإسلامي ضمن دهاليز صناعة القرار الديمقراطي، ولكن النقلة النوعية، أنهما كلاهما نظامان ديمقراطيان، أما ليبيا فخلال العشر سنوات القادمة فستعاني من انتشار السلاح ولن يكون تجميعه ممكناً، أو تسجيل جميع حامليه في القوات المسلحة، وستظهر سوق سوداء لتجارة السلاح في ليبيا فصحراؤها شاسعة، وحدودها طويلة مع بلدان تنتشر فيها تجارة السلاح. وخلال هذه الفترة أيضاً ستهرب عائلة الأسد من سوريا إلى إيران، وسيتم محاكمة باقي رموز النظام السوري وحزب البعث، محاكمة عسكرية ميدانية - على غرار محاكمة موسوليني ورموز الحزب الفاشي الإيطالي- من قبل أفراد الجيش المنشق (جيش سوريا الحر) والذي بعد ذلك، سيحذو حذو المجلس العسكري المصري في تسيير شؤون البلاد حتى تتصالح أجنحة المعارضة السورية في الداخل والخارج وتصل إلى صيغة مشتركة يمكن من خلالها تكوين أحزاب سياسية، عدا حزب البعث، أما في اليمن فستنفجر فيه حرب أهلية قصيرة المدى يسقط فيها رموز القائمين على السلطة وسيتم إحالتهم إلى المحاكمة على غرار الرئيس حسني مبارك ومعاونيه، وسيحتاج الثوار في اليمن، مرة أخرى، إلى مبادرة خليجية معدلة لتنظيم صفوفهم، وقبل نهاية العشر سنوات سيعمل الحصار الاقتصادي ضد النظام الإيراني على تحقيق نتائجه، ولن يكون هناك قدرات نووية لإيران، نتيجة الضربة الإسرائيلية، وستمر إيران بفترة مماثلة للربيع العربي تتحول بواسطتها من دولة ولاية الفقيه إلى دولة مؤسسات واضحة المعالم. وخلالها ستغير روسيا مواقفها تجاه الحكومات التي تختارها الشعوب العربية، وستنجح رئاسة بوتن القادمة في إنشاء التحالف الاسيوروسي (تحالف روسيا مع أوكرانيا وبلا روسيا وغيرها) على غرار الاتحاد السوفيتي سابقاً، ليكون قطباً للتكامل الاقتصادي، متقاطعاً مع الاتحاد الأوروبي الناهض من مرحلة التقشف الاقتصادي وستنتهج الولايات المتحدة نهجاً معتدلاً مع الحكومات العربية الجديدة مبنية على الاحترام والمنفعة المتبادلة وحقوق الإنسان، شريطةن لا يتعارض مع مصلحة إسرائيل، خلالها أيضاً سيحل جيل شبابي محل الحرس القديم في الدولة الفلسطينية، وتصبح رام الله التي تزدهر اقتصاديا وعمرانيا، عاصمة اقتصادية لفلسطين، لتشجيع الهجرة من القدس إليها بدلا من القدس المهملة، عمداً.. هذا ما أتوقعه من خلال متابعتي للأحداث.. والله أعلم.