كتب – إبراهيم الدهيش:
أكاد أجزم بألا أحد من الهلاليين يستطيع أن يقول لنا إن الهلال يعيش وضعاً خالياً من المشاكل داخل أسواره على اعتبار أن حدوث ذلك يُعَدّ أمراً طبيعياً في مؤسسة استثنائية نموذج للحضور القيادي الفعّال في المشهد الرياضي، ولها تأثيرها في الحراك الاجتماعي، ناهيك عما تعرض ويتعرض له من إجحاف تحكيمي وانتقائية في تطبيق العقوبات، لدرجة أصبح معها حقل تجارب! وخربشات كتابية افعوانية من بعض المأزومين والمتأزمين، فضلاً عن تلك الجلسات الحكواتية الفضائية التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب! لكن الأسلوب الإداري الاحترافي الحكيم في المعالجة والتعامل مع مثل هذه التجاوزات والتجني جعلها وكأنها غير موجودة بل اعتبرها الهلاليون وقوداً لإضافة المزيد من الإنجاز والإعجاز، وهذا - برأيي - أحد أسرار تميزه وتفوقه وبقائه ضلعاً ثابتاً في كثير من الاستحقاقات وتمكينه من إضافة العديد من الأولويات التي أصبحت ماركة حصرية مسجَّلة باسمه دون سواه. من هنا يمكن اعتبار تحقيقه بطولة ولي العهد في ظل هذا الواقع، إضافة إلى أوضاعه العناصرية والفنية والاستعدادية، نموذجاً يؤكد نجاح إدارة النادي بقيادة الربان المبدع سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد في التعاطي مع تلك المنغصات المزعجة وفق فلسفة علمية عملية ممنهجة واكبت تلك المتغيرات! عندما نأت بنفسها وبذكاء يحسب لها عن كل هذا، وظلت تعمل بهدوء دونما ضجيج أو مزايدات أو ردود أفعال متسرعة، حتى وإن اختلف أعضاؤها فخلافهم لا يفسد بينهم قضية على اعتبار أن قضيتهم صاحبة الأولوية هي الهلال، بما يملكه من فضاء اجتماعي له جغرافيته الممتدة وتاريخه المتجذر وشرائحه المتعددة؛ ولهذا فدائماً ما يكون رده قاسياً ومن أرض الميدان!!
ومن هذه المنطلقات أجد أنه من المنصف أن أقول إن الهلال وعبر تاريخه الطويل الممتد من الظهيرة حتى العريجاء يمتلك ثقافة تختلف عن الآخرين في فوزه وانكساره، ويتفرد بفلسفة استثنائية في تعاطيه مع ما يدور حوله. وفريق بهذا الفكر وبتلك المواصفات لا يمكن أن يخذل أنصاره!
أحبتي والفرح الهلالي يملأ الفضاءات ويغرّد في كل الاتجاهات ويمالح كل الأوقات.. أتساءل: هل سئم المدرج الهلالي المنصات والإنجازات والبطولات؟!! أم أنه ما زال للطموح بقية؟! وسلامتكم.