في محاضرتـــه المهنية التنويرية.. التي ألقاها الخبير الإعلامي والقامة السامقة في بلاط صاحبة الجلالة الأستاذ (خالد المالك) - قبل أيام- في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.. بعنوان (التجربة الصحفية بالمملكة في ضوء تأصيل منهج الاعتدال السعودي)، انتقد خلالها منهجية وأداء وأسلوب معظم الأقسام الرياضية في صحفنا المحلية، التي تنمي روح الكراهية، وطالب بتصحيح مسار الصحافة الرياضية التي يصل فيها للغة إلى حد السباب والشتائم، مؤكداً أن الصحافة الرياضية تتجاوز مفهوم الاعتدال الإعلامي والتوازن المهني الرشيد، وأنها تنتج بيئة غير صحية، ولابد من مراجعة منهجيتها بما يضمن الارتقاء بمستوى وفكر وثقافة القارئ الرياضي.. والتقيد بالوسطية في تعاطيها وتفاعلها الإعلامي مع قرائها.
- محاضرة الخبير الإعلامي المستنيرة.. ينبغي أن تعمم في معظم الأقسام الرياضية في الصحف السعودية لأنها حملت في مضامينها ثقافة الاعتدال في الممارسات الإعلامية وأهمية تكريس مفهوم الوسطية في التعاطي المهني، وتأصيل التوازن الفكري كمشروع ملزم ينبغي لمن يحمل بطاقة العمل الصحفي وهوية الممارسة المهنية ألا يحيد عن ذلك، خصوصاً أن الإعلام الرياضي بمختلف وسائله وقنواته وإشكاله، له منطلقات وأهداف تساهم بالتأكيد في نشر الثقافة الرياضية، ونقل والأخبار والحقائق المتعلقة بالقضايا والمشكلات الرياضية، إلى جانب تثبيت القيم والمبادئ والاتجاهات الرياضية، والمحافظة عليها بعيداً عن الممارسات المشينة والتجاوزات المخالفة للقيم المهنية والأعراف الإعلامية وقواعد الضبط الاجتماعي.
وهنا يتعيّن على من ينتسب للإعلام الرياضي أن يلتزم في نشاطه وتوجهاته بقواعد الآداب المهنية، فلا يجوز أن يخرج عن إطارها القويم ولا أن يخالف مضمونها.. انطلاقاً من الأمانة المهنية والنزاهة الإعلامية وقيمها السامية، أو على أقل الأحوال التقيد بالوسطية والاعتدال الرشيد في عملية التعاطي الإعلامي مع الأحداث وغيرها.. ولكن من الواضح أن واقع إعلامنا الصحفي اليوم تحديداً.. وفي ظل سقوط عمود التوازن والاعتدال الإعلامي صارت معظم الصحافة الرياضية -وكما أشار الخبير الإعلامي الكبير في محاضرته الرصينة والثرية- تنتج بيئة غير صحية في الإعلام السعودي.. وكان من إرهاصاتها وإفرازاتها أنها تنمي روح الكراهية والاحتقان والكره والتطرف وعدم قبول الآخر واحترام الاختلاف وضمور ثقافة الحوار بين الكثير، وربما تصبح ووسيلة من وسائل ولادة وتفريخ التعصب الرياضي في قوالب الجهل والتطرف والحب الأعمى.. كأحد الظواهر الاجتماعية التي بدأت تنتشر -مع الأسف- في جسد الحياة الرياضية في مجتمعنا الرياضي وبشكل مقزز، بسبب الممارسات الرخيصة والتجاوزات المناهضة والمناكفات غير الأخلاقية من بعض من يمتهن العمل الإعلامي ويقوض نهج الوسطية والتوازن الرشيد.. وينحرف عن مساره نحو التشدد والتعصب المقيت.. وهذا يعني أن وسطنا الإعلامي الرياضي بمختلف قنواته ووسائله ومكوناته واتجاهاته.. أضحى بحاجة إلى تكثيف الندوات العلمية والمحاضرات التنويرية وورش العمل الصحفية واللقاءات الثقافية الإعلامية.. من رجال الإعلام الكبار والطبقة المثقفة والأكاديميين المتخصصين.. بما بساهم في تعزيز مفهوم الاعتدال وتأصيل الوسطية وإعادة بناء عمود التوازن الفكري الرشيد في التعاطي الإعلامي، وبالتالي تنقية البيئة الإعلامية الرياضية من شوائب ويرقات الكراهية والاحتقان والشتائم والتصنيفات المناطقية.. التي لا تزيدنا إلا تأخراً وانكفاءً وتخلفاً..!
Twitter@kmaldous