ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 18/02/2012/2012 Issue 14387

 14387 السبت 26 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* * لا يسعد بالطبقيةِ أيًا تكن اتجاهاتها إلا فئةٌ صغيرةٌ مستفيدةٌ من بقاء المسافات الفاصلة الحاجزة بين الأطياف الاجتماعية والثقافية؛ فمع الإيمان بالتفاوتِ التكوينيّ الذي رفع الله به بعضًا ووضع آخرين لتسيير حركة الحياة بين مسخِّرٍ ومسخَّرٍ له فإن الطبقية المرفوضة هي المعنيةُ بالتمايزِ الإنسانيّ؛ «فلا فضل لجنسٍ ولا لون» و»رب أشعثَ أغبر» والأكرم هو الأتقى وفق الموازين الإلهية.

* * لغةٌ تفهمها الثقافةُ الواعيةُ التي استطاعت التقنيةُ دعمَها حين ألغت البون الكبير بين النخبوي والشعبوي فتجاورا وتحاورا واقتسما المعلومة والرأي والحضور، وتفوق شبابٌ على شيوخ، ودنا صغارٌ من كبار، وربما غفل من لم يقترب من عوالمهم عمن يكون المعلِّم ومن هو المتعلم.

* * لكل هذا نطمئنّ على مسارٍ مضيءٍ للغدِ المنسجم مع اقتناع الفرد والمجموع والمحقق لدعوات الإصلاح عبر التأريخ المكتوب والمحكيّ؛ ليبقى الاستفهامُ الأبرزُ في هذه المرحلة: من أثّر في من؟

* * لا جدل أن الناتج سيكون جميلًا لو ارتقى النخبويّ بالعامي فأثراه وعيًا ومعرفةً ومقدرةً على المحاكمةِ العادلة والأحكامِ المتزنة وانطلق به نحو آفاق الغدِ الواعدِ بالتغيير والتطوير ونقل الأمة من ساحات الركود والركون والعَتَمة، والضدُّ متيقنٌ لو حصل الضد.

* * ومن يرقب السائدَ اليوم سيخرجُ بناتجٍ مختلفٍ ؛ فالنخب هي التي تتوسل للعامة وتسيرُ في ركابها؛ ما جعل نظرية التماهي بينهما متعذرةً كما أن سقوط النخب متحقق لتكوينٍ متحدٍ من العامةِ وحدهم الذين مكنتهم وسائط التواصل من حقٍ لهم ؛ فعلت أصواتُ اللجج لا المنهج، وهنا الإشكال الأكثرُ تأثيرًا في المرحلة القادمة.

* * لو تلاقى الفريقان في المنتصف لتعزز الأمل بارتقاءٍ مماثلٍ في احتمالاته للهبوط، ولسعى المصلحون لما يمكن أن يعزز العلوّ ولكن غياب التقدير الحقيقي لحجم العامة الأكبر من حيث العدد ومن ثم التأثير جعل المتوقعَ «تعميمًا» للنخب لا «تنخيبًا» للعامة.

* * في زمن مضى عمل الشريطُ الصوتيّ « الممنوع والمتبوع» دويًّا ضخمًا رافقه بعض التغيير «غير السلميّ» كما حدث في ثورة الخميني، ومثلما صنعت أشرطة الشيخ عبدالحميد كشك، وكذا بعض التسجيلات التي عمّت واستنسختْ لبعض رموز التياراتِ الفاعلة تحت الأرض، واليوم تختلف الصورة قليلًا ولكن فوق الأرض وضمن وسائطَ معاينةٍ ومرصودة كما في آليات التواصل الاجتماعي، وقامت بدور بارزٍ فيما اصطلح على تسميته «الربيع العربيّ».

* * احتوت هذه الوسائلُ من يعرف ومن يهرف، ومن هو جاد ومن هو هازل، ومن همّه الوطن والأمة ومن هدفه التشويش والإثارة وتحقيق مكاسب أنويةٍ محدودة لشخصه أو لجماعته، وهنا كان دور النخب المتضائلُ حاسمًا كيلا نقف عند باب واحد في «طابورٍ» غير منتظمٍ ننشد تراتيلَ جنائزيةً للنهضة المؤودة.

* * التضاؤل تلاشي.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

سقوط النخب والفراغ
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة