مهرجان الجنادرية محفل تراثي وأدبي وتاريخي، يمثل واجهة مهمة للمملكة. والمهرجان بتنظيمه الرائع داخل القرية التراثية يجعلنا نتساءل عما يحدث خارجها من زحام واختناق مروري كبير، وكيف يمكن استغلاله من الناحية الاقتصادية والتنظيمية، من خلال توفير خدمة النقل العام.
* * ولأن غياب النقل العام أساس مشاكلنا المرورية فلماذا لا يتم على الأقل تجربته في مثل هذه المهرجانات، كأن يتم تسيير رحلات منتظمة للحافلات، إما من نقاط محددة داخل الأحياء، أو على الأقل من مواقف للسيارات تكون خارج الازدحام، وبأماكن متفرقة من المدينة؟ وكما ذكر لي الأستاذ فهد الحمادي وهو يهاتفني من وسط أحد الاختناقات المرورية القريبة من الطرق المؤدية للمهرجان؛ حيث ذكر أمثلة عدة لمعارض دولية خارج المملكة، ربما زوّارها أقل من زوّار الجنادرية، ومع ذلك تؤمَّن حافلات إلى مقر المعرض بكل سهولة، وتكون العملية منظمة من خلال ترقيم المواقف أو نقاط انطلاق الحافلات، ويمكن مبدئياً أن تكون بعض المدارس في الأحياء هي نقاط الانطلاق.
* * أجزم بأن التجربة يمكن أن تمثل تجربة جيدة للنقل متى ما طُبِّقت بشكل صحيح، ومُنحت مزايا كأن يُخصّص مسار خاص بالحافلات، وتخصيص مواقف لها داخل قرية المهرجان، وتنظيم أوقات الانطلاق والعودة، وتهيئتها لنقل العائلات والعزاب.
* * أعتقد أننا اليوم بحاجة ماسة إلى أن نفكر بشكل جدي في خلق ثقافة النقل العام، ويمكن أن تكون مثل هذه المهرجانات فرصة لأن تعمل وزارة النقل من خلال شركات القطاع الخاص على تعريف الناس بأهمية النقل العام.
