كلما سمعت أو قرأت عن إنشاء مركز من مراكز البحوث، شعرت بسعادة من يعرف قيمة مركز البحث في تأصيل القضايا، وتقديم رؤية صحيحة فيها، قائمة على الاستقصاء، وسلامة الإحصاء.
مئات الآلاف من مراكز البحوث تنتشر في أنحاء العالم، نصيب أمريكا وأوروبا منها نصيب أوفر، تتعامل معها الدول باهتمام وتبني على دراساتها خططاً استراتيجية، ومشروعات داخلية وخارجية مصيرية، وتقدم لها الدعم المعنوي والمادي حتى تظل قادرة على العطاء.
أما في عالمنا الإسلامي فإن مراكز البحوث تظل في حكم النادر إذا قيست بالمراكز عند الآخرين، وإذا ما أنشئ مركز في بلد عربي أو إسلامي، وجد معاناة كبيرة من أسلوب الإهمال والتهميش، وظل يعاني من مشكلات مادية ونظامية تدفع به إلى الإغلاق لعدم القدرة على المواصلة.
ومع ذلك فإن عناية مشهودة بدأت تظهر في السنوات الأخيرة بفكرة مراكز البحوث، حيث ظهر اهتمام بعض الدول بها، وبما يصدر عنها من دراسات بصورة لا بأس بها، ويكفي أن نقول هنا (لا بأس بها) لأن التعامل مع تلك المراكز ما زال مشوباً بضعف الاهتمام سواء أكان في جانب التشجيع والدعم المعنوي، أم في جانب الدعم المادي المتمثل في شراء الدراسات والبحوث بأسعار تغطي تكاليفها ومصروفاتها الكبيرة.
وصلتني دعوة من «مركز تفسير للدراسات القرآنية» ولحضور حفل تدشين (البوابة الإلكترونية للمركز، وتكريم ثلة من رواد البحث العلمي في القرآن وعلومه) وتدشين (رابطة المراكز والمؤسسات القرآنية)، ففرحت بهذا المشروع الجميل المبارك - إن شاء الله - وسألت الله عز وجل له وللقائمين عليه العون والتوفيق.
مراكز البحوث إضاءات مهمة لأنها تقدم للمجتمع وللجهات الحكومية والشركات الكبرى والصغرى من الدراسات الموثقة القائمة على المتابعة والاستقراء الصحيح، ما يعينها على اتخاذ القرارات المناسبة، بعيداً عن التأثيرات السلبية للمعلومات المشوشة التي تروج لها وسائل الإعلام المختلفة صحفية أو فضائية أو إلكترونية.
مزيداً من المراكز الجادة التي تراعي الدقة وتحقق مبدأ الأمانة والصدق فهي مصادر إضاءة مهمة للبلاد والعباد.
إشارة:
كل القوافي التي وشيتها وقفت
أمام باب الأماني ترقُبُ الحُلُما