كنت قد أشرت في المقال السابق إلى التصنيف الاسباني ويبوماتركس الذي أعلن عن تصنيفه الأخير يناير 2012م ومحافظة جامعة الملك سعود على موقعها رغم تراجعها من داخل الـ (200) 164 في يوليو 2010م إلى (214) في يناير 2012م وهذ تراجع مقبول مقارنة بتراجع الجامعات السعودية الكارثي إلى درجة أن بعض الجامعات العريقة خرجت من التصنيف، وذكرت أن التصنيف يهدف إلى دفع الجامعات لتقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي, كما يهدف إلى الترتيب ويقيس أداء الجامعات, وأن التراجع أعادنا إلى عام 2006 عندما اكتشفنا أن جامعاتنا في ذيل القائمة وطرحت استفسارات هي: عندما اتجهت جامعاتنا إلى تحسين مراكزها عام 2006م اتهمت في أخلاقياتها المهنية, لذا أهملت التصنيف... وتأثير إعلان الرياض الذي تمخض عن معرض ومؤتمر التعليم العالي, العام الماضي والذي أشار صراحة إلى التقليل من أهمية التصنيفات العالمية. وأضيف:
ثالثا: التصنيفات العالمية أشبه بتقييم الأداء والجودة والاعتماد والإشراف الأكاديمي وكل تصنيف له معاييره ومؤشراته ونتائجه ووسائله في تقييم أداء الجامعات من خلال مجالات متعددة تعتمد على الأرقام, وتنطلق من مبدأ التنافس بين الجامعات وخلق روح التنافسية بين المجتمعات من أجل إبراز المنتج وتحفيز الدافعية في تطوير الأداء الأكاديمي. لذا نجد الجامعات العالمية المرموقة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وكندا واليابان والصين تحافظ على موقعها في التصنيف العالمي وتتحرك في الأرقام العشرة الأولى، والربع الأول من 100 جامعة من خلال تحسين الأداء الأكاديمي والتقني والبحثي وتواجدها على محركات البحث العالمية الشهيرة وهذه الجامعات العشرة الأولى تعتبر مقياسا للجامعات الأخرى من حيث موقعها في سلم الترتيب وقربها وبعدها عن الجامعات الأقوى في العالم.
رابعا: دخول جامعاتنا في (100) الأولى أو أفضل (200) جامعة في العالم فخر لنا كمجتمع سعودي وتحركنا من مربعات ذيل القائمة جاء بسبب الدعم المالي من خلال الميزانيات الضخمة التي وفرتها الدولة للصرف على الجانب التقني والأكاديمي وتنوع الباحثين والتعاون مع الجامعات العالمية, وتشجيع أساتذة الجامعات السعودية على البحث العلمي ثم إنه خلق روح التنافسية بين الجامعات السعودية في الداخل والتشجيع على المنافسة الخارجية.
خامسا: دخولنا ضمن أفضل الجامعات وبقاؤنا ضمن (200) جامعة علمية يحسب لوطننا الذي يعد الآن عالميا من الدول التي تصرف بسخاء على التعليم العالي, ويضعنا ضمن خارطة التعليم الجامعي العالمي وهو أمر يجب أن نسعى إليه ونحققه.
سادسا: هناك العديد من الدول الصناعية المتقدمة تنظر بأهمية للتصنيفات العالمية لانه جزء من اقتصادها وتسويق سلعها الاستراتيجية. كما أن التصنيف المتقدم يؤدي دورا إيجابيا في استقطاب العلماء المتميزين في موافقاتهم على العمل والتعاون مع الجامعات السعودية.