تشرفت لسنوات بالعمل والمشاركة في اللجنة الثقافية لمهرجان الجنادرية ومنعتني ظروف ابنتي الصحية- شفاها الله- العام الماضي وهذا العام من المشاركة أو الحضور لهذه المناسبة الوطنية الهامة.
لكنني وبصدق فخورة بنجاح هذا المهرجان في إحداث حراك إيجابي على المستوى الاجتماعي والثقافي خاصة فيما يتعلق بتعزيز الانتماء الوطني.
قرية الجنادرية التي كانت قبل سنوات قليلة مجرد رمال وغبار وبعض أبنية بسيطة لا يجد فيها الزائر حتى مقاعد يستريح عليها من جولته الشاقة أصبحت اليوم قرية متكاملة مبهجة تبث الفرح وتقدم التراث بتقنية عالية تليق بمهرجان وطني يستقبل نحو مليون زائر.
من الواضح جداً أن المجتمع السعودي يحتاج إلى الفرح والمشاركات الاجتماعية والاحتفالات والمناسبات الثقافية ومن الضرورة الاهتمام بتكثيفها فهي الدواء الناجع لكثير من إشكالات المجتمع السعودي الذي تعاني بعض فئاته من الفراغ فلا يجدون سبيلاً لسد هذا الفراغ إلا بالاشتراك في جوال فلان أو متابعة تغريدات علان وتمضية بقية اليوم بالنميمة الاجتماعية التي يعتبر بعضهم ترويجها هو من الاحتساب الذي يؤجر عليه!
أكثر من مليون زائر سجلوا إعجابهم في المهرجان التراثي لبلدهم، زاروه وتفاعلوا معه وأتوقع أن يتضاعف الرقم ذلك أن مجالات الترفيه للأسرة السعودية غائبة جداً، والرياض لا تستضيف إلا مؤتمرات الوزارات والمعارض التخصصية وهذه مناسبات لاتهم الشريحة الواسعة من المجتمع.. حتى الأندية الأدبية التي كان بإمكانها تبني الشرائح العامة بتبني المواهب اختطفها الأكاديميون وأصبحت فروعا لأقسام اللغة في الجامعات يتبادل فيها الزملاء المجاملات.
فقط هي الجنادرية ظلت مخلصة للناس ولكافة الشرائح فليتها تكون أكثر من جنادرية, المجتمعات تفخر بكم مهرجاناتها التي يتشارك فيها كافة أبناء الوطن، فلنحيي جميعا كل من بذل واجتهد في سبيل تطور وبقاء هذا المهرجان الوطني الهام.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah