مع نسمات صباح من صباحات ديسمبر الباردة جمعتني إحدى ممرات القسم بالمتألقة د.نوال الحلوة التي فاجأتني بعرضها للعمل في الإعداد لملتقى (المرأة والنص)، وقبل أن تتاح لي فرصة الأخذ والرد كان هناك من يقاطعنا - وما أكثر من يفعل ذلك حين تكون بصحبة سيدة مثلها ! -. انتهى بنا المطاف إلى إحدى جلسات القسم، وخرجنا ولم أعط رأيا محددا لأسباب كثر يتعلق معظمها بي . لكن الأمر كان منتهيا بالنسبة لها؛ إذ هاتفتني بعدها طالبة تحديد موعد مناسب للاجتماع، كما حاصرتني برسائل ليلية (نصية / بريدية) كنا نتبادل فيها العصف الذهني حول المحاور والمشاركات والأهداف والمحاور... وهلم جرا. وهنا وجدت نفسي قد دخلت ضمن فريق العمل - وما أجمله من فريق ! - يجمع أخيات لي قد عملت معهن أو عملن معي في مناسبات عدة.
وزعت الأعمال فشرفتني أستاذتي برئاسة اللجنة التحضيرية للملتقى، وبدأنا نحث الخطى ما بين مراسلات ومهاتفات وصياغة وتنسيق مع الجانب الرجالي_ الذي كان بدوره متعاونا ومتميزا - ومتابعة للنشر الإلكتروني الذي تولته أخية غالية مبدعة هي د.زكية العتيبي التي تابعت معي الجوانب المتعلقة بها، كما تابعت أخيتنا رائدة المالكي الجوانب الإدارية بهدوئها المعتاد وبسماتها المشرقة. كنا فريق يعمل في حلقات متداخلة تكمل بعضها بعضا، وتشدها النشطة دوما د.نوال لتضفي عليها مزيدا من التوهج والكمال والجمال.
علاقتي بنوال الألق أو ألق النوال ليست جديدة أو وليدة هذا الملتقى؛ وإنما هي بعمر الكرسي إن لم تسبقه؛ إذ كنت إحدى المرشحات الخمس اللاتي جاء القرار بالموافقة عليهن، ثم حضرت الجلسات الاستشارية الأولى له حيث تم في إحداها اختيار المتألقة نوال لرئاسته. وشاءت الأقدار أن أنقطع لأسباب. ومع ذلك كنت أحاول حضور بعض الملتقيات والورش والدورات. كما أن عروض د.نوال لم تكن تنتهي؛ فإيمانها بي محفز، وحديثها معي متواصل، ودعمها لي معنويا مستمر.
لست أجاملها، ولا هي تجاملني؛ فعلاقتي بها قديمة قدم وجودنا في الجامعة، وجمعتنا أعمال إدارية سابقة، لكننا كنا نطمح لعمل ثقافي علمي أدبي؛ فكان هذا الملتقى الذي سيكون أولا وليس آخرا إن شاء الله. هل قلت كل شيء عنا وعن الملتقى؟! لا أظن فلا زلت أتهجأ الحروف الأولى، ولكي نصل إلى آخرها معا عليكم أن تتابعونا في الصحف وعلى صفحات الفيس بوك والتويتر، وأن تتوجوا ذلك بحضوركم ملتقانا الذي لن يكتمل ويؤتي ثماره إلا بوجودكم.
* رئيسة اللجنة التحضيرية النسائية لملتقى المرأة والنص - أستاذ الأدب المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن