|
دمشق- عواصم- وكالات
في وقت تواصل فيه الحكومة السورية عملية قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في أنحاء البلاد وسط تحركات عسكرية مشبوهة في المنطقة دعت الصين أمس السبت السلطات السورية بـ(إنجازات جدية في المسار الإصلاحي) مؤكدة في الوقت نفسه على موقفها من الفيتو الذي اتخذته لجانب روسيا والذي يقضي بدعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين للوقف الفوري لأعمال العنف وعدم تحميل حكومة الأسد المسؤولية كاملة بالإضافة إلى اعطاء سوريا فرصة لحل مشكلاتها بنفسها دون املاءات من قوى خارجية. وعقب مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت أعرب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون عن دعم بلاده لخطط نظام الأسد لإجراء انتخابات واستفتاء على الدستور في البلاد مؤكداً على (إجراء الانتخابات البرلمانية بصورة سلسلة وشفافة) ودعا (الأطراف كافة إلى وقف العنف). وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية(سانا) عن المبعوث الصيني قوله إن (موقف الصين مما يجري في سورية مبني على سياسة مسؤولة تنطلق من الموضوعية والعدالة والتمسك بمبادئ القانون الدولي وتهدف إلى تحقيق مصالح الشعب السوري واستعادة الأمن والاستقرار في سورية؛ باعتبار ذلك عنصراً أساسيا في استقرار المنطقة برمتها).ونأى الأسد بقواته عن ما يحدث من قتل وترويع في سوريا ملقياً باللوم في الفوضى المستمرة في البلاد منذ11شهراً على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وعقب اجتماعه مع المبعوث الصيني وصف ما يحدث في سوريا بمحاولة لتقسيم البلاد. ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله (ما تتعرض له سوريا يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة) وأضاف: سوريا ماضية في مسيرة الاصلاح السياسي وفق خطة واحدة وجداول زمنية محددة. كما التقى جيون عدداً من رموز المعارضة السورية في دمشق بينهم المعارض والناشط والكاتب السوري البارز لؤي حسين. وأكد تيار بناء الدولة السورية أنه في حال أقدمت السلطة السورية على (خطوة جدية) باتجاه عملية سياسية سلمية فإن التيار والقوى المعارضة الأخرى(ستتقدم نحوها بثلاث خطوات). وأكد بيان لتيار بناء الدولة إن (أغلب قوى المعارضة ترضى بالحوار إن كان جاداً ومسؤولاً وتلتزم السلطة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. لكن المشكلة التي تحول دون تحقيق هذا الحوار هو عدم مصداقية السلطة الذي تؤكده يومياً). وتجاهلت قوات الأسد ادانة الأمم المتحدة لقمعها الانتفاضة الشعبية التي تجاح البلاد لتجدد قصفها لمعقل المعارضة في مدينة حمص أمس كما اطلقت النار أمس على آلاف المشاركين في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا الجمعة في دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان قوات الامن اطلقت الرصاص في حي المزة في دمشق لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع اربعة شهداء سقطوا الجمعة ما ادى الى استشهاد شخص واصابة اخرين بجروح. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن ما بين15و20الف شخص شاركوا في التشييع رغم الثلوج التي كانت تتساقط بغزارة على العاصمة السورية مشيراً إلى أنها باتت الاكبر تظاهرة حتى الان في دمشق والاقرب جغرافياً من المقرات الأمنية وساحة الامويين في وسط دمشق. ويضم حي المزة المطل على القصر الرئاسي العديد من السفارات والمباني الحكومية والاجهزة الامنية، وكذلك بعض مقار الصحف الرسمية. وفيما دعت المعارضة السورية الى مقاطعة الاستفتاء واصرت على المطالبة بتنحي الرئيس الاسد أكدت وكالة الانباء السورية بالمقابل أن أكثر من14مليون سوري مدعوون إلى التصويت يوم26 فبرايرعلى دستور جديد في اطار استفتاء يجريه نظام الاسد.
وفي تطور خطير على الجبهة الميدانية كشف مسئولون عسكريون امريكيون ان عدداً من الطائرات العسكرية وطائرات التجسس الامريكية بدون طيار تعمل في المجال الجوي السوري لمراقبة هجمات الجيش السوري ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء على حد سواء. ونفى المسئولون في تصريحات لمحطة(ان بي سي)الامريكية أمس ان تكون هذه الخطوة استعداداً لتدخل عسكري امريكي. واضافوا ان ادارة اوباما تأمل في استخدام الدليل المرئى والاتصالات التي تجريها الحكومة والجيش السوري التي يتم رصدها عن طريق الطائرات بدون طيار في الجهود الرامية (لتقديم الوقائع والحجج من اجل رد دولي واسع النطاق).وعلى الجبهة المضادة أكدت مصادر ملاحية بهيئة قناة السويس عبور سفينتين إيرانيتين حربيتين قناة السويس متوجهتين إلى ميناء طرطوس السوري.