بقلب حنون رحيم وفيض من مشاعر الحنان والعطف، تناول خادم الحرمين مع ضيوفه ضيوف الجنادرية فشل الأمم المتحدة في اتخاذ قرار لنصرة شعب سوريا المكلوم، فلا غرابة في الموقف السعودي المناصر للحق، فدائماً تقف المملكة بقيادة خادم الحرمين موقف المناصر والواقف في صف الحق ومناصرة المضطهدين والوقوف مع المسلمين والعرب في رفع الظلم عنهم ورد حقوقهم المسلوبة، وإغاثة المنكوبين.
وهذا الموقف ينبع من ما تمليه العقيدة ثم الرجولة والشهامة، وأقول لخادم الحرمين صبراً جميلاً، وما زلنا نتذكر جيداً بعض ما قمتم به وسأذكر شيئاً من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
ما قمتم به من رحلات مكوكية قبل عدة سنوات بين دمشق وبغداد، وكنت تحاول أن تصلح بينهم وأن يحكموا العقل، وأن يضعوا الإخوة والمصلحة العليا للأمة فوق كل اعتبار ولكنهم استكبروا وتمادوا في ارتكاب الأخطاء وجروا المصائب والويلات لبلادهم وأوردوها مواطن الهلاك فذهبوا شذر مذر، أحدهم جرى وراء مغامراته وجنونه حتى أبلغته حتفه، والآخر ومن ورثه ارتموا في أحضان الدول الأجنبية والطائفية وها هم يحصدون سوء عملهم.
ثم بقلبكم الكبير سعيت لرفع الظلم والحصار الظالم عن شعب ليبيا بسبب صبيانية وسوء تدبير زعيمهم فبذلت من وقتك وأصبحت القضية شغلك الشاغل، وبذلت مساعي لدى الدول الكبرى يشارككم زعيم جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا حتى تم حل المشكلة ورفع الحصار، وتوجتم ذلك بزيارة لليبيا، ولكن تأبى النفس الخسيسة إلا أن تقابل الإحسان بالنكران فدبر مكيدة أراد بكم فيها سوءاً فرد الله كيده في نجره وبقيت شامخاً بفضل الله، ودائماً كانت السياسة والدبلوماسية السعودية حاضرة في القضايا العربية ولها مواقفها السياسية الثابتة، فقدمت الكثير وبذلت الكثير من مبادرات سياسية واقعية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأمة العليا، منها:
مبادرات السلام العربية للسلام ومبادرات الصلح في لبنان واتفاق الطائف إلى حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية إلى مبادرات الصلح العربية وغيرها وصبرت المملكة في سبيل ذلك كثير، وما أن يحصل حل لمشكلة ما إلا وتفاجئ المملكة بكوارث أخرى، إما مغامرة غزو دولة عربية لدولة عربية أو هرولة وشق الصف العربي من بعض الدول للتطبيع منفردين مع إسرائيل أو مغامرات غير محسوبة من جماعات العنف المسلح لاستهداف واستفزاز الدول الغربية الكبرى بعيداً عن الشرع والحكمة.
وجرّت هذه الأعمال الطائشة الكوارث والويلات للمسلمين وتحملت المملكة الضغوط الهائلة وصمدت أمامها وعالجتها وأوضحت موقفها الذي ينبع من الإسلام بتحريم الاعتداء على الأبرياء، وقاد خادم الحرمين بلادنا المملكة العربية السعودية مع إخوانه بكفاءة واقتدار لبر الأمان في أحلك الأزمات والمشاكل العالمية، والسير بها لتكون محل ثقة المجتمع الدولي، وأنها دولة العدل والسلام محبة للخير نابذة للشر والعدوان، وأجنبها بفضل الله كل سوء وبقيت شامخة، وبقي خادم الحرمين شامخاً يشتغل بطاعة الله في الجانب الشخصي في العبادات ويتعبد الله بالتقرب إليه بقيادة بلده والعمل والسهر ليل نهار لتنمية بلاده في أمنها ومعاشها ومتطلبات شعبها وهمومه وعمل الإصلاحات اللازمة، فهنيئاً له توفيق ربه له بطاعته ومخافته، ففرق بينه وبينهم.. هم يشتغلون بالوحشية والقتل وسفك الدماء المعصومة والأنفس الزكية، وهو يشتغل بعبادة الله هذا هو حال خادم الحرمين ترفع الدعوات له من منابر المساجد بالتوفيق والحفظ والخير، وهم تلعنهم وتدعو عليهم المنابر وقد ذهبوا شذر مذر، منهم من قتل ومنهم من يحاكم ومنهم من فر من وطنه كالقط المذعور ومنهم من هو خائف يترقب يجني سوء ما عملته يداه وإلخ.
فهنيئاً لك يا خادم الحرمين زادك الله توفيقاً، وأكد الله في عمرك وحفظك الله وهنيئاً لنا بك، ولا ينكر جهود المملكة ومواقفها المشرفة وموقفكم بالخصوص إلا حاقد جاحد، فسر يا خادم الحرمين ولتحمد الله ونحمد الله معك.
أما على مستوى الوطن فسآتي على شيء من بعض الإنجازات: فقد قُدر لي زيارة بعض من أجزاء بلادنا الحبيبة، مدن الجنوبية والغربية والشرقية وأنه طوال طريقي حيث كان سفري براً لا أكاد التفت يميناً أو شمالاً إلا وأجد ورش عمل ومشروعات جبارة، طرقٌ وجسورٌ ومبان ومشروعات صيانة وعمل جار على قدم وساق، فهذه المشروعات لم يكن لها أن تقوم لولا توفيق الله ثم الاعتمادات المالية الضخمة والجبارة، لكن هذه المشروعات والإنجازات الجبارة تتطلب منا المحافظة عليها وصيانتها وأن نكون أمناء وعوناً للدولة في استمرار منافعها للناس.
ويسجل التاريخ أنه في عهد الملك الصالح المصلح عبدالله بن عبدالعزيز.. تحقق للحج من خلال المشاعر المقدسة الإنجازات غير المسبوقة لخدمة ضيوف الرحمن فقد أنجز مشروع مرمى الجمرات وغيرها من المشروعات شبكة القطارات وتوسعة المسعى وتوسعة المطاف.. وما زالت مشروعات التوسعة والتطوير جارية لا تتوقف فقد ارتفعت نسبة مساحة الشعور بالأمان والشعور بالراحة نسبة قياسية للحاج وذويه، خاصة بعد انجسار الزحام الخانق عند مرمى الجمرات بعد التوسعة المباركة فقد تحقق هذا حين أقدم هذا الرجل المكرم بالمضي لا إنجاز هذه المشروعات بعد أن استعان بربه وتوكل عليه وأخذ برأي أهل العلم ولم يلتفت للمعوقين والمعذرين فتحقق في عهده أكبر توسعة في التاريخ للحرم المكي وللمشاعر المقدسة فأصبح الحج في عهده سهلا فشكر الله له سعيه وعمله وأمد الله في عمره ومتعه الله بالعافية.
* rashld31r10@windowsllve.com