في المقال السابق أشرت إلى ورشة العمل الأولى لمسؤولي العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية التي عقدتها الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان يوم الاثنين الماضي بمدينة الرياض, واعتقد البعض أن قلت رأيا سلبياً في العلاقات العامة.... ومهما يكن فالعلاقات في بلادنا رسمت في وقت مبكر وحدد إطارها بالجانب الخدمي دون أن تنفذ مهامها الأخرى...
د. محمد الحيزان رئيس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات والإعلان له رأي قد لا يتفق مع الآخرين حول مفهوم وعمل العلاقات العامة فقد ذكر في ورشة العمل ثلاث نقاط لا أقول: إنها في الاتجاه السلبي ولكنها ضمن إطار النقد الذاتي والمكاشفة المطلوبة من أستاذ إعلام وعلاقات وأيضاً ممارس لمهنة ووظيفية العلاقات فقد قال:
أولاً: أننا كممارسين لمهنة العلاقات لم ننظم بشكل فاعل لأنفسنا لقاء أو ندوة أو ورشة عمل، نعرف عبرها ماذا نريد.
ثانياً: إننا كممارسين للعلاقات لم نفكر أن نعرف بأنفسنا وبأدوارنا التي تتم في معظمها خلف الستار.
ثالثاً: أننا معنيون ببناء العلاقات وكلمة العلاقات جزء رئيس من مسمى مهنتنا لكننا لم نبن أية علاقات فيما بيننا.
هذه المفارقات التي ذكرها د.الحيزان تجسد واقع العلاقات في الدوائر الحكومية وهناك فارق ما بين مفهوم وفلسفة العلاقات في الجامعات والطروحات الأكاديمية وبين التطبيق والممارسة التي أشرت لها سابقاً بالجانب الخدمي وهو جزء رئيس في عمل العلاقات لكننا مارسناها لأنها أصبحت ضمن قواعد وتقاليد العمل وفرضت على منسوبي العلاقات، واقتصرت على الضيافة والتشريفات...
وتمنيت من الجمعية ورئيسها د.محمد الحيزان طرح أفكار جديدة تنادي بفصل العلاقات العامة عن كلية أو قسم الإعلام ليكون قسماً مستقلاً بذاته في كلية الآداب ففي إطار العلوم الإنسانية والآداب هناك انقسامات وانفصالات أو انسلاخ: كما في اللغات والترجمة, والتاريخ والآثار, والجغرافيا والاستيطان, والاجتماع وعلم النفس, وفي العلوم الطبيعية انفصالات عديدة... أوضم العلاقات بصفته تخصصاً مستقلاً إلى كلية العلوم الإدارية ليكون ضمن تخصصات وأقسام: الإدارة والتسويق والسياسة لأن العلاقات في فلسفتها الأكاديمية وتوصيف موادها تتقارب مع الإدارة والتسويق والسياسة، وهناك ارتباط وثيق بين هذه التخصصات من حيث الممارسة والإجراءات, فهل تتبنى الجمعية السعودية هذا التوجه وبخاصة أن رئيس إدارتها د. محمد الحيزان منفتح دائماً على الأطروحات الجديدة ويجمع بين الأكاديمية والتطبيق وقادر على الإقناع وشرح هذه الأفكار بصورة أكثر دقة لخدمة العلاقات التي تم تغريب هويتها وتحتاج إلى من يحفظ لها ولمنسوبيها كرامة الوظيفة والمهنة.