تابعت غالب ردود الفعل التي تلت إعلان الأمير نواف بن فيصل للقرارات الجديدة لاتحاد الكرة حيث تضمنت ردود أفعال مختلفة وهو الأمر الطبيعي جدا فما بين من يصفها بالتاريخية ويغدق عليها ما لذ وطاب من الغزل والمدح مرورا بمن ضرب بها عرض الحائط راكبا رأسه النقدي المستمر حيث لم يعجبه أي شيء ولن يعجبه -أكيد- في المستقبل أي شيء .. ما بين ذا وذاك تغيب علينا حقيقة قراءة المشهد العام للرياضة السعودية
حيث ارتباطها بحدود ومساحات معينة تجعلها أسيرة ليست كمثيلاتها في دول الجوار ذات البعد الانفتاحي الشامل وهو ما يجعلني كمراقب لشؤون الاتحادات الرياضية منذ أكثر من اثني عشر عاما أشعر بسعادة غامرة لأي خطوة تطويرية مهما كان قدر تأثيرها.. المهم أن نخطو .. سنصل يوما ما .. المهم دعونا نتحرك ..!
هنا لا أتجاهل الرؤى النقدية للقرارات فهي متاحة للجميع ومن حقهم استلام دفة النبش للوصول لكتابة ناقدة الأكيد أن هدفها جميل مع شكوكي بأهداف البعض التي تنتقد منذ دخولها بلاط الصحافة وكأن رياضتنا سوداء ولا يوجد فيها ما يشرف أو يستحق الشكر ..!!
هل لنا خصوصية تختلف عن باقي من يعمل حولنا ؟؟
الإجابة حتما: نعم ..!!
السؤال: هل المتسبب بها المؤسسة الرياضية؟؟
الإجابة: لا..!!
الروتين الحكومي والمنظومة الإجرائية للعمل الحكومي لم تعطِ المؤسسة الرياضية هامش الحرية الواسع للانطلاق الأمثل كما هو شأن من حولنا وهو -برأيي- العائق الأكبر والمهم في طريق أي عملية تطوير شاملة للرياضة السعودية ..!!
حتى أهم مصدر للدخل المالي والكنز الدفين وهو النقل التلفزيوني لم يكن لمؤسستنا الرياضية شأن فيه لا من قريب أو بعيد ..!!
في الدول القريبة المجاورة حسابات المؤسسة الرياضية وقطاع الكرة يأتي باليوم والساعة والدقيقة والثانية من الجهات الممولة (وزارة المالية - قطاعات أخرى) فيما نحن هــنا تبذل المؤسسة الرياضية جهوداً غير عادية لأخذ حقوقها الحكومية.. لاحظ الحكومية .. إذاً كيف نلوم مؤسساتنا ونطلب منها التطور ومجاراة العالم ..؟؟!!
***
اليوم يجب أن نضع جسرا من الثقة بيننا وبين سمو الأمير نواف بن فيصل الذي من واقع منصبه لا يمكن أن يتحدث بكل شيء أو يفسر كل شيء لأن العارفين والقريبين بل المتأملين يدركون ما هي الحدود والمساحات والضوابط للتحرك الرياضي الشبابي..!!
***
جسر الثقة يجب أن يكون مبنيا على الشفافية المالية - هي لب المشاكل- بين اتحاد الكرة والأندية وإن فعل اتحاد الكرة ذلك فقد أطاح بهم وثقل كبير فوق رأسه سيكفيه الراحة والهدوء لينعم بعمل مريح دون ضغوط..!!
***
جسر الثقة يجب أن يكون بأخذ آراء الأندية وإعطائها الحق بتحديد مصيرها فمن المعيب أن تتشكل هيئة دوري المحترفين منذ ثلاثة أعوام ويتشكل أعضاؤها من الأندية دون أن تجتمع مرة واحدة بل المضحك تاريخيا أن يتغير اسمها دون أن تجتمع بالاسم القديم ولو لخمس دقائق فقط..!!
***
فقط المجتمع الرياضي يريد الثقة ..!!
نعم إنه يريد الثقة..!!
لكي تزرع المؤسسة الرياضية الثقة يجب أن لا تقول أو تعد بما خارج نطاق حدودها أو لا يتطابق مع ظرفها الإداري أو المالي فالمجتمع لا ينسى أي وعد .. هل جهزتم البوابات الإلكترونية - مثلا-؟؟
***
لكي تزرع المؤسسة الرياضية الثقة يجب أن تسعى لرسم أنموذج إداري صارم ودقيق يعطي الحق للجميع بالمشاركة في صناعة القرار ويعطي الحق أيضا للجميع - ممن يعمل - بالمشاركات الخارجية والتواصل ورئاسة الوفود والدخول في تشكيلاتها بدلا من حصرها على من أصبحت المطارات عرفهم أكثر من منازلهم..!!
***
لكي تزرع المؤسسة الرياضية الثقة يجب أن تنظف الداخل من الخلافات والأحقاد والنمائم المتبادلة والحروب الخفية لأن ذلك الخلل هو أحد مسببات التسريب السلبي لصورة المؤسسة الرياضية بل أحد جذور الضغوط التي تواجهها المؤسسة..!!
***
لا مستحيل مع نواف بن فيصل ..
نعم لا مستحيل ..
نمد الأيادي له مساندين من منطلق المحبة والاحترام والانتماء للوطن كونه مسؤولا عن قطاع يهمنا ..
نكتب بأقلامنا مستلهمين منه الشفافية والوضوح لأن الكلمة الصادقة هي أساس راسخ نؤتمن عليه أمام المسؤول ..
***
نحن معك يا أمير .. نثق بك.. مطمأنين لحماسك ونظرتك .. ندرك الصعوبات التي تواجهها .. نفهم المتغيرات التي تعيشها... ننتظر منك الكثير والكثير في قادم الأيام .. فقط ازرع الثقة .. ازرعها فقط..
***
قبل الطبع
عندما أقوم ببناء فريق فإني أبحث عن أناس يحبون الفوز.. وإذا لم أعثر عليهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة.. (روس بروت)
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/ msultan444