يعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام أحد أكبر المهرجانات الثقافية. ويحضره معدل مليون زائر خلال عشرة أيام. وقد أصبح المعرض في السنوات الأخيرة منبراً للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور. ولكنه أيضاً يشهد مصادمات بين بعض القائمين على المعرض

وبين من يطلقون على أنفسهم أهل الحسبة الذين يعترضون على عرض بعض الكتب التي يرون أنها منكرة وأحياناً يمتد ذلك الاعتراض إلى دور النشر المشاركة، ونشاط الإنكار الذي قام به هؤلاء خلال مهرجان الجنادرية، ربما يكون مسودة لنشاط ميداني منتظر خلال معرض الكتاب المزمع انعقاده هذا العام خلال الفترة من 13-4-1433هـ إلى 24-4-1433هـ، والملاحظ أن المهرجانات الجماهيرية تشكل ميداناً مناسباً لتلمس المنكرات لمن يريد تفسيرها كذلك، والمسلمون الصادقون يجمعون على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الثوابت الشرعية، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الجهة الرسمية المعنية بهذا الأمر، وعلى الرئاسة المسؤولية أولاً: أن تضمن أن جميع الناشطين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم فعلاً من منسوبي الرئاسة، وليسوا متطوعين منتهزين للمناسبات للإنكار ظناً منهم أنهم بذلك سيحصدون أجر هذه الشعيرة الفضيلة، وثانياً: يتعين على الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشخيص الحالة المناسبة لأوليات مهمة الحسبة، فمثلاً معرض الكتاب ليس المكان المناسب لاختيار وسيلة الإنكار، وإنما هو المكان المناسب للأمر بالمعروف والتوعية باستخدام نفس الأدوات والوسائل التي تنسجم مع بيئة المعرض وثقافة الحضور، من خلال المشاركة في معرض الكتاب بجناح جذاب بامتياز، يعرض نشاط الهيئة، أدعو القائمين على الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاستعانة بشركات عالمية متخصصة في مجال العلاقات العامة والتواصل الجماهيري، لتصميم الأساليب المناسبة حسب طبيعة الحدث الجماهيري وأيهما ملائماً للحدث، الأمر بالمعروف أولاً، أو النهي عن المنكر أولاً.