لم يعد شيء يمكن إخفاؤه على الأرض السورية، والجميع يعرف حجم التدخلات، فليس سراً أن الأرض السورية ترصدها العديد من «العيون»، منها كاميرات الأقمار الصناعية، والراصدون على الأرض، سواء رجال السفارات أو الناشطون من السوريين، أو غيرهم.. لم يعد مستوراً ما يجري على سورية، والذين يترددون ويحجمون عن مدّ الثوار السوريين بالسلاح وجعلهم هدفاً سهلاً لكتائب الأسد والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق وإيران، يعلمون علم اليقين أن التدخل العسكري الأجنبي يتسع يوماً بعد يوم، فقد تأكد لكل أجهزة الرصد بأن أكثر من خمسة عشر ألف عسكري من الحرس الثوري يشاركون في العمليات القتالية ضد الشعب السوري، فضلاً عن وجود مئات الخبراء والمستشارين في غرف العمليات لكتائب بشار الأسد.. وأن تشكيلات قتالية في حزب حسن نصر الله اللبناني قد دخلت سورية وأنها تشارك في الهجمات التي تتعرض لها المدن والبلدات في ريف دمشق.
أما المليشيات الطائفية القادمة من العراق فقد انخرطت في المعارك الدائرة في مدن الجزيرة وبالذات حول دير الزور أبوكمال.
آخر المعلومات الواردة من سورية هو ما كشف عنه من زيادة وصول راجمات الصواريخ إلى محافظة حمص مباشرة من ميناء طرطوس، حيث تم تفريغ شحنات الأسلحة التي نقلتها السفن الروسية التي وصلت للميناء السوري القريب جداً من حمص، كما أن السفينة الإيرانية التي كانت إحدى السفينتين الإيرانيتين اللتين عبرتا قناة السويس، نقلت هي الأخرى كميات كبيرة من الصواريخ قذفت بها أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية في حمص.
تدخل عسكري بالأفراد والعتاد والأسلحة غير التقليدية من صواريخ وراجمات رصدتها الأقمار الصناعة التي تراقب الأرض السورية، وأكدتها تقارير المخابرات التي لا تترك صغيرة وكبيرة في سورية إلا وتسجلها، وجميعها تؤكد التدخل العسكري السافر من حلفاء نظام بشار الأسد.
إذن لماذا يحجم المجتمع الدولي من مساعدة الثوار والشعب السوري في التصدي لهذا العدوان والتدخل السافر وترك السوريين يقتلون يومياً وبالوتيرة التي نتابعها يومياً دون مساعدتهم بالدفاع عن أنفسهم بمدهم بالسلاح والعتاد لإحداث توازن بين قوى الشر والخير..؟!.
الحقائق على الأرض يعرفها الجميع، وأن التدخل العسكري حاصل في سوريا ولكن حتى الآن لصالح نظام بشار الأسد، وحجب السلاح عن الشعب السوري مساهمة من المجتمع الدولي في إجهاض ثورته العادلة.
jaser@al-jazirah.com.sa