الرياض - خاص بـ (الجزيرة)
أكد الدكتور أحمد بن علي الحريصي عضو لجنة تحكيم منافسات الدورة الرابعة عشرة للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة أم القرى أن أولى ما صرفت فيه الأوقات، وبلغت في معرفته الغايات، ما كان للعلم به رضىً، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدىً، وإن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه؛ لذلك ليس غريباً أن يكون القرآن شغل الناس في كل زمان ومكان طيلة القرون الثلاثة عشر السالفة، وطيلة ما شاء أن يكون من أمد هذه الدنيا، وأن يتنافس فيه المتنافسون في شتى الميادين، ومن أمثلة تلك المنافسات هذه المسابقة المباركة التي تدخل هذا العام عامها الرابع عشر.
واسترسل في تصريحه عن المسابقة قائلاً: إن المسابقة خطت خطواتٍ على مدار هذه الأعوام في سبيل الرقيِّ بها حتى أصبحت تحظى باهتمام كبير لدى حفظة القرآن في هذه البلاد المباركة، وأصبحت محط أنظار واهتمام الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، مما أسهم في ازدياد عدد الملتحقين بها على مستوى الجمعيات والتصفيات التي تقام في مدن ومناطق المملكة العربية السعودية، وكان لها الأثر الجيد في زيادة العناية بكتاب الله، والاجتهاد في حفظه وتجويده ومعرفة غريب القرآن، حتى أنشأت الجمعيات الخيرية أقساماً فيها، تُعنى بالمسابقات وإعداد الطلاب لها، مما انعكس على جودة مستويات الطلاب.وقال الدكتور أحمد الحريصي: إن المرء إذا زادت عنايته بكتاب الله انعكس ذلك على خلقه ودينه وسلوكه، مما يكون سبباً في سعادة كاملة تثمر سكينة واطمئناناً، وتحقق الأمن النفسي والروحي للإنسان، فيحيا سعيداً هانئاً آمناً مطمئناً، كيف لا وقد سمى الله كتابه العزيز روحاً ونوراً، فقال جل وعلا: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا}، وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن الكريم وعمل بما فيه ألاَّ يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، حيث قال جل وعلا: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} إضافة لما يحققه القرآن للمرء من ترسيخ لمنهج الوسطية والاعتدال في كل شيء، فلا إفراط ولا تفريط، ولكن يتحقق ذلك إن تلاه وتدبره وعمل بما أرشد إليه من هدىً، منتهياً إلى القول: إن هذه المسابقات القرآنية لها الأثر البالغ في توجيه الشباب، وحفظة كتاب الله إلى تحقيق ذلك بإذن الله.