لماذا سعى بعض المنتمين لاتحاد الكرة لرفع تطلعات المنتمين للوسط الرياضي بشأن القرارات التي أصدرها الاتحاد بعد اجتماعه الأخير؟! ولأنها لم تكن بمثل تلك التوقعات والتطلعات فقد استقبل الوسط الرياضي تلك القرارات بعد صدورها بفتور كبير، بل بعضهم اعتبرها صدمة.
فلم تكن تلك القرارات بالمفصلية ولا التاريخية كما سرّب ذلك بعض أعضاء الاتحاد. فبعض تلك القرارات عادي جداً وبعضها الآخر فيه وجهة نظر.
وأكثر ما لفت الانتباه قرار تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين. فإذا كنا نعلم حجم معاناة أندية الممتاز مع الاحتراف وهي أندية لديها حضور فني وحضور شرفي وتملك قابلية للاستثمار والرعاية أكثر من أندية الدرجة الأولى ومع ذلك تعاني أشد المعاناة وبالكاد توفر رواتب محترفيها وأجانبها وبعضها عجز عن ذلك ووصلت الشكاوى ضدها للفيفا. فكيف نورط أندية الدرجة في هذه الرمال المتحركة؟
ألم يكن من الأولى أن يسعى اتحاد الكرة لعلاج مشكلات الاحتراف لدى أندية الممتاز قبل أن يقفز في تطبيقه على أندية الدرجة الأولى؟!
لا اتفق مع البعض الذي يقول بأن إقرار الاحتراف في دوري الدرجة الأولى هو من أجل عقود استثمارية جاهزة يزمع الاتحاد إبرامها (ولا يعلن عن أرقامها كالعادة)، أو أنها جاءت تنفيذاً لبنود في عقود تم إبرامها في السابق اشترطت اشتمالها على دوري الدرجة الأولى. ولكن يبقى كل شيء جائز ووارد لدى اتحاد لا يعترف بالشفافية والوضوح والإفصاح.
فإذا كان الاتفاق وهو النادي الكبير بحجمه واسمه وجمهوره وتاريخه يعاني من عدم وجود راع وعدم وجود استثمارات تغطي نفقاته، وإذا كانت أندية كالقادسية والفيصلي تبيع عقود بعض لاعبيها ونجومها من أجل تغطية نفقاتها أي أنها أندية تعيش على الكفاف فكيف سيكون الحال مع أندية مثل الرياض والوطني وأبها والصقور والجيل والباطن وضمك؟!
أجزم أن مثل التساؤلات طرحت على طاولة اتحاد الكرة.. ولكن لأمر ما تم تجاهل الإجابة عليها والقفز لما هو غير ذلك!
إذا كانت بعض الملاعب التي تُقام عليها مباريات دوري المحترفين الممتاز تفشل فكيف سيكون وضع ملاعب دوري محترفين الدرجة الأولى؟! وإذا كان الحضور الجماهيري لكثير من مباريات دوري المحترفين الممتاز مخجلاً فكيف سيكون حال الحضور الجماهيري لدوري المحترفين في الدرجة الأولى؟!
على فكرة عندما يقول بعض أعضاء الاتحاد إن عدم إعلان قيمة بعض العقود الاستثمارية التي تم توقيعها هو استجابة لطلب تلك الشركات هل يعتقد أولئك الأعضاء أن هناك من يصدقهم؟!
